بغداد: محمد اسماعيل
استقلت المملكة العراقية عن الانتداب البريطاني منتظمة في عصبة الامم المتحدة، عضوا كامل السيادة وطنيا، في الثالث من تشرين الاول 1932 الذي يصادف هذا اليوم الأحد 3 تشرين الاول 2021 والعراق يعيش تجربة ديمقراطية كبرى، اذ تفصله عن الانتخابات النيابية سبعة أيام، في الاحد العاشر من تشرين الاول الحالي، الذي يجب أن يحقق انتقالة مماثلة في راهن العراق، من هيمنة الفساد الى فضاءات النزاهة.
وقال أستاذ العلوم السياسية د. محمود الكروي: «دخول العراق عصبة الامم المتحدة، عضوا في هذا اليوم 1932، شكل نقطة تحول في تاريخ الانسان العراقي؛ لأن بلاد الرافدين سجلت ثقلا مهما ورقما مؤثرا في مجريات عمل عصبة الامم المتحدة»، مؤكدا: «حقق العراق حضورا سياسيا ودبلوماسيا مؤثرا في المجتمع الدولي الى جانب بلدان عظمى، ما كانت لترتضي انضمامه اليها وانتظامه بينها لو لا الثقة المطلقة التي اكتسبها بدلالة المنجزات المتبلورة فيه والاشواط التي قطعها بتسارع تأملي وفق مناهج سياسية واقتصادية».
وكشف د. الكروي: «عضوية العراق في الامم المتحدة بداية جديدة في تاريخ العراق المعاصر، حين لم تكن له اسس ومرتكزات ينطلق منها، لكنه برغم ذلك دخل عصبة الامم المتحدة، وغذ السير حثيثا باتجاه تأكيد حضوره، ولم تكن الدولة مؤسسة بشكل صحيح»، متحدثاً عن أن «الدول الكبرى قبلته وسطها مراهنة على ثقتها بتاريخ العراق وقوة العقل الرافديني الذي تمكن من ترسيخ بناء حضاري انساني ذي دور ايجابي على كيانه المحلي والمحيط الاقليمي وعموم العالم بشأن الاسرة الدولية».
بينما اعلن الباحث السياسي ابراهيم العبادي عن ان «التطورات التي اعقبت انضمام العراق الى عصبة الامم المتحدة في 3 تشرين الاول مهمة جدا؛ لانها اعلان للاستقلال العراقي الذي اهل المملكة الى دخول العصبة مشكلا اعترافا من الاحتلال البريطاني بالعراق دولة قائمة بذاتها برغم وجود المستشارين البريطانيين، لكن العراق نفسه اصبح يشعر بانه دولة حديثة تأسست بشكل رصين على اعتاب الاحتلال، وصارت لها مؤسسات اجمعها نواة حقيقية للعراق الحديث ذي الانعكاسات الكبيرة، بدخوله عصبة الامم المتحدة واصبح نظريا خارج الانتداب، الامر الذي اعطاه دورا بارزا في منظمة الامم المتحدة في ما بعد، وتحقق سياق سياسي واقتصادي وثقافي انتج الدولة العراقية الحديثة».
وباركت نائبة نقيب الفنانين العراقيين آسيا كمال: «تسمية يوم وطني للسيادة العراقية، يبعث الامل والفخر والتفاؤل في المواطن العراقي، ويعيد تذكير الناس بانتمائهم الكريم لبلد يحنو عليهم ويعزز كرامتهم ويحمي وجودهم».
ولفت لاعب المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم أحمد مناجد، الى أن: «تأسيس المستقبل على ماض مشرف، عبر حاضر يعي دوره التاريخي في نسج تلك الصلة بين ما تحقق وبين ما يتطلع إليه الناس، يسهم في حضارة حقيقية نابعة من جذور ثابتة لتزهر ثمارا مشرفة»، مفيدا: «هذا هو الخط البياني المتصل بين يوم الاستقلال وامتداده الى الحاضر والمستقبل».
من جانبها، نوهت د. بسمة الطائي المستشارة في القانون الدولي بأن «الدبلوماسية العراقية منذ 1932 الى الان تسير بخطى محسوبة قانونيا وملتزمة بفقرات العمل الدولي، بقوة جعلت الانضمام مناسبة لخدمة الاسرة الدولية في حسن تقويم اداء المنظمة الكونية».