رابطة أصدقاء (المرحوم)

ثقافة شعبية 2021/10/03
...

 كاظم غيلان 
 
يواصل الاتحاد العام لأدباء العراق سلسلة إصداراته لعدد غير قليل من أعضائه وبمختلف الاجناس الإبداعية (شعر، قصة، رواية، نقد، أدب أطفال.. الخ) ويحسب هذا الإنجاز الكبير للدورة الحالية التي حققت في هذا المجال ما لم تفعله دورات هذا الاتحاد العريق منذ تأسيسه في نهاية خمسينيات القرن الماضي، بل ولم تفعله حتى وزارات الثقافة، فالاصدار لن يكلف العضو إلا القليل من المال ولربما يصنف رمزيا قياسا بتكاليف طباعة دور النشر اللاهبة، فضلا عن أن السلسلة شملت الأعضاء بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية وهذا ما يحسب للقائمين على قيادة هذا الاتحاد وطنيا وابداعيا.    
ما ذكرته هنا ليس دعاية ولا تسويقا لم يكن الاتحاد بحاجة له، إنما أردت الإشارة إلى اتحادات وروابط وجمعيات ومنتديات تمثل شعر العامية العراقية، معظمها ممول بحكم شبكة علاقات واسعة عقدها القائمون عليها مع جهات رسمية وسياسية وهذا من حقهم ايضا ولا دخل لي به.
هذه الواجهات وفي متابعة تكاد تكون يومية تكثر من فعالياتها المتمثلة بالمهرجانات التي لا تحصى واماسٍ لا تعد ومسابقات متلاحقة، وهكذا فعاليات مهما تركت من أصداء طيبة إلا أنها لا تقاس بالاصدار الابداعي لمن هم أعضاء فيها.
الشاعر وفي ظل ظروف الطباعة المكلفة بات من العسير عليه طباعة مجموعته الشعرية التي توثق وتؤرخ لتجربته أكثر من مشاركته في مهرجان يطويه النسيان بعد فقرة اختتامه، فما الضير من الاقدام على خطوة مشابهة لخطوة اتحاد ادباء العراق؟.
لو قامت هذه الواجهات بهكذا خطوة لتوطدت علاقتها باعضائها أكثر فهي تعلن عن رعاية إبداعية باتت ملحة أكثر من مهرجانات عابرة تشبه المواسم.
وبما أن ثقافة الموت استفحلت تبعا لما سببه وباء (كورونا) اللعين الذي ضرب اطناب الكرة الأرضية من دون استثناء وافقدنا احبة لنا في عالم الشعر نجد الفعاليات التأبينية آخذة بالاستمرار، وبغض النظر عن النوايا الصادقة في بعضها إلا أن مبالغات نجدها في استدرار دموع هنا ونواح هناك وبعض استعراضات مزورة واضحة لا تمت بصلة لمنجز الراحل وهذا يدعونا لتساؤل مشروع جدا: ماذا لو اجتمع أصدقاء الشاعر الراحل وتبرع كل منهم بمبلغ بسيط لطباعة مجموعة الراحل لكي تكون أثرا له يحتفى به ولربما يبادر بعضنا للكتابة عنه من باب الوفاء على أقل تقدير، حتى لو حمل الإصدار اسم (رابطة أصدقاء الشاعر الراحل ....) ان لم تكن هناك حاجة لأي من واجهات الشعر.
لنؤسس تقاليد إبداعية تليق بمن تبقى في الحياة ولمن يرحل عنها بدلا من ضجيج المهرجانات واللهاث الغبي للمسابقات البليدة التي اتعبت الفضائيات، فالبقاء للابداع وحده.