توقف منصات التواصل الاجتماعي أثار ذعر الجميع

الصفحة الاخيرة 2021/10/05
...

 بغداد: نوارة محمد
تصفح منصات التواصل الاجتماعي مرض أصاب الجميع، وما أن توقفت مساء امس الأول الاثنين، حتى اصيب الناس بالذعر والتوجس من كشف معلوماتهم في الصفحات الخاصة بهم، هذا الخلل غير المقصود والمبهم، أثار الكثير من التساؤلات والشكوك التي لم تستثن احدا.
 
هذا الإدمان الذي اصاب الفتية والشبان والكهلة عكاز يستند عليه كثيرون وقرية تقرب البعيدين، انه عالم مختلف تماماً، وجدنا أنفسنا جزءا منه هكذا وبدون مقدمات، انه {الفيس بوك} وبعض المنصات الأخرى التي باتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا
اليومية.
فما ان توقف الفيس بوك وبعض المنصات الاخرى (انستغرام وواتساب)عن العمل لساعات قليلة، ولأسباب مبهمة، رأينا الحيرة تعتلي الرؤوس وملامح القلق واضحة على الوجوه، وكأن شيئاً ما قد حدث، يا الهي أي مشكلة هذه!. 
في زيارة لـ {الصباح} لأحد المحال التجارية ولقسم صيانة الاجهزة الالكترونية بالتحديد، كشف سيف هاشم ان {الاتصالات قد انهمرت علينا من قبل الاهل والاصدقاء، وزارني العشرات ليجدوا سبباً لتلك الكارثة وحلاً سريعاً، وحاولت جاهداً اقناعهم ان لا علاقة للأجهزة بذلك، ولا علاقة لشبكة الانترنت، لكن  من دون جدوى}. 
 ابو احمد يقف منتظراً دوره وبصحبته {الراوتر} الخاص به حدثنا قائلاً: {انا هنا لأُصلح {الراوتر} فمنذ أكثر من ساعة ونصف توقف عن 
العمل!}. 
ولدى الشاب أحمد هاشم مشكلة أخرى جاء وبقلق مبهم أصابه كما الجميع باحثاً عن حلول بديلة يقول: {أظن أن الجهاز الخاص بي لا يرتبط بشبكة الإنترنت بشكل جيد لذا قررت إصلاحه سريعاً}. 
وللحاج ابي علي مشكلة أهم بكثير من جميع ما وردنا، إذ قال متأففاً: {كنت أُحدث ابني الأكبر الذي هاجر من العراق قبل عشرة أعوام، تاركاً خلفه موجة حزن لن تنتهي، وانقطع الاتصال، وأنا هنا لأعرف السبب الذي منع حديثنا فجأةً، هل هو جهازي او ان شبكات الانترنت ضعيفة؟}.  
وفي أحد المقاهي حيث يجتمع الشبان، لم نكن نستمع سوى لتساؤلات عما يحدث؟، نظروا بوجوه بعضهم البعض بغرابة، كمن يفكر كيف تمر تلك اللحظات من دون أن يدونوا آراءهم او يجددوا حالاتهم الخاصة (خاصية القصة والصور المرتبطة بتلك الليلة!) كيف تمضي الساعات من دون معرفة ما يدور حول 
العالم!. 
وانا اتساءل يا الهي هل نحن مرتبطون بتلك العوالم لهذه الدرجة!، هل أصبحت تلك المنصات مفاتيح تغير أمزجتنا؟ وهل الفيس بوك هويتنا التي لا قدرة لنا على العيش بدونه؟.