كريستين ريفويري : حياتي ليست سوى مقبرة

ثقافة 2019/03/03
...

ترجمة : عدوية الهلالي  عن مجلة لوبوا الفرنسية
 
 
 
مع مطلع العام الجديد ، توفيت الكاتبة الفرنسية كريستين ريفويري عن 97 عاما ..كانت ريفويري صحفية في جريدة اللوموند ثم مجلة ماري كلير ، وحازت على عدة جوائز عن اعمالها الروائية مثل جائزة انتيراليه عن روايتها ( الصباح الصغير ) في عام 1968 ، وجائزة بول مروان من الاكاديمية الفرنسية عن مجمل أعمالها في عام 1984 ، فضلا عن جائزة امير موناكو ، كما تم اقتباس العديد من أعمالها للسينما وانضمت الى لجنة تحكيم جائزة ميديسي من عام 1971 الى عام
 2011 ...
تضم رواياتها نساء متحررات ومستقلات ممن رافقن التغيرات الاجتماعية والثقافية لسنوات الستينات والسبعينات ، وتتسم أعمالها بعمق تجربة الحرب وعشق الطبيعة فهي تسترجع في رواياتها مرابع طفولتها في لاندز حيث اختارت أن تعيش حياتها في المنزل
 العائلي ..
ولدت كريتسين دي ريفوري في تارب في 29 تشرين الثاني عام 1921، وهي ابنة لضابط في سلاح الفرسان ..درست في بوردو وبواتييه ثم في السوربون ، وحصلت على منحة دراسية لدراسة الصجافة في جامعة سيراكيوز بولاية
 نيويورك ..
لدى عودتها الى فرنسا ، اصبحت ملحقا صحفيا لمدارس الباليه في الشانزيليزيه ، ثم رولان بتي ، وبعدها انضمت لجريدة اللوموند في عام 1950 حيث كتبت عن الرقص والادب والمعارض والمسرح ..وفي عام 1955 ، اصدرت روايتها ( قبرة في المرآة) المستوحاة من عالم الرقص ، وفي نفس العام اصبحت مديرة أدبية في مجلة ماري كلير ، وبعد عامين تركت المجلة لتتفرغ تماما
 للكتابة ..
ترجمت روايات ريفوري الى العديد من اللغات وتم اقتباس العديد منها الى السينما مثل رواية ( ماندرين) التي بيع منها مايقرب من 80000 في بضعة اسابيع اذ قام المخرج ايدواردو مولينارو باقتباسها الى السينما وجسد ادوارها اني جيراردو وفيليب نواريه ، ورواية ( السلاطين ) التي تحولت الى فيلم لجان ديلانوي مع الممثلة جينا لولو بريجيدا ، ثم رواية ( الصباح الجميل) التي اقتبسها المخرج جان غابرييل البيكوكو ، وتروي قصة حب بين فتاة شابة وضابط الماني في سلاح الفرسان خلال الاحتلال ، وهي رواية صعبة ومؤلمة وبعيدة عن الكوميديا ومستوحاة من قصة حقيقية وقد سحرت القراء بقوة اسلوبها ..
في عام 1971 انضمت الروائية الى لجنة تحكيم جائزة بريديس وبقيت عضوا فيها حتى وفاتها ، وفي عام 1996 ، قررت الروائية وضع حد لمسيرتها المهنية ككاتبة ، وبعد عشر سنوات ، خرجت عن صمتها فأصدرت رواية ( قبر) حول قصة فقدان صديقها الكاتب الكسادنر كالدا ، ثم أصدرت مذكراتها التي تضم البوم من الصور والذكريات في عام 2014 ..
حققت روايات كريستين دي ريفويري نجاحا شعبيا ونقديا وبلغ عددها 14 رواية امتازت بالتعبير عن الغضب والتمرد وتأمل جمال العالم والتفكير في مأساة الوجود ، وقد قالت ذات مرة عندما بلغها نبأ وفاة أحد أصدقائها :" حياتي ليست سوى
 مقبرة".