في كرنفال ديمقراطي .. العراقيون يصوغون بأصواتهم مستقبل وطن

الصفحة الاخيرة 2021/10/11
...

 بغداد: نوارة محمد
بقليل من الخوف ومزيد من القلق، يستقبل العراق حقبة جديدة مختلفة هذه المرة، فانتخابات يوم امس الأحد ستحدد مصائر العراقيين ومستقبلهم الموعود، اذ خاضت البلاد خامس تجربة انتخابية لها منذ عام 2003، خصوصاً وإنها انتخابات مبكرة أثر حركة احتجاجات 2019، ومع بداية رحلة الاقتراع الخاص في الثامن من تشرين الأول لمنتسبي القطاع الأمني والمؤسسات العسكرية لوزارتي الدفاع والداخلية، والنازحين ونزلاء السجون، وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،
يحق أن يدلي مليون ونصف مليون ناخب في الاقتراع الخاص بأصواتهم، وسط اجراءات أمنية مشددة، لتبدأ امس الأول السبت مرحلة الصمت الانتخابي، ويشهد الشارع العراقي هدوء غير مسبوق، قبل أن يندلع  امس الأحد الكرنفال الديمقراطي الذي سيحدد مصير الوطن.
إذ شرعت مراكز الانتخابات أبوابها، لتستقبل صناديق الاقتراع، في المرحلة النهائية من الانتخابات العامة و إدلاء الناخبين بأصواتهم، فأصوات اليوم تحدد ما سيواجهه العراق غداً.
«الصباح» زارت احد المراكز الانتخابية المكتظة بالناخبين، وفي حديث لنا مع الدكتور عادل الراوي مدير المحطة قال: «هنالك توجه وإقبال كبيران، حسب ما جهزنا له، وأظن ان للتوجهات الدينية والانتماءات الحزبية والقضايا الايديولوجية سبباً في ذلك، وتجرى العملية الانتخابية اليوم بانسيابية واضحة وسلاسة عالية، اذ ان هنالك تعاونا كبيرا بين موظفي المركز الذين بلغ عددهم حوالي 300 موظف وقسموا حسب القاعات والناخبين».
وفي مركز في الرصافة حيث تواجدنا، اصطف العديد من المواطنين بترقب عال، منتظرين أدوارهم للإدلاء بأصواتهم، بينما قواتنا الأمنية تطوق المحطات بإحكام متقن، البنايات محصنة ويمنع دخول غير الموظفين و حاملي هوية الناخب، العملية الانتخابية لم يشبها التعقيد، فالناخبون انتظموا بطوابير طويلة ينتظرون الإدلاء باصواتهم، والوقت عامل مهم وحاسم، فكلما يمرّ 
تزداد اعداد الناخبين الذين هرعوا الى صناديق الاقتراع بثقة عالية. 
مدير المركز المختص في علوم الكيمياء في وزارة الصحة علي سوري جعاز، شرح لنا آلية العمل، اذ كشف أن «موظفي المركز تواجدوا في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا، وهم مدير المحطة ومسؤول التعريف ومسؤول صندوق الاقتراع، وكنا على اهبة الاستعداد للشروع باستقبال المواطنين، وبعد التأكد من قفل الصناديق في نهاية الأمر، ربطت الأجهزة الكهربائية على شاحن لضمان استمرارية عملها في حال انقطاع التيار الكهربائي، و قبل الساعة الثامنة استقبلنا أول المصوتين».
مضيفا «وقبل وصول الناخبين صوت كادر المحطة والموظفون في المركز نفسه لتسحب منهم بطاقات الناخب، والحمد لله لم نواجه صعوبات تذكر، فالكادر تدرب جيداً منذ مدة طويلة، والكل ينجزون مهامهم على أكمل وجه، عدا بعض المشكلات الالكترونية في الأجهزة وان حصلت فان المفوضية العليا تجهز مختصين في أسرع وقت ممكن».
وبشأن حصانة الانتخابات اكد ان «التلاعب صعب جداً والعملية معقدة، اذ ان البصمة التعريفية وهوية الاحوال 
المدنية والكود الخاص ببطاقة الناخب ترتبط ببعضها، وهذا مرتبط 
بجهاز الاقتراع الكترونيا، لذا فان التلاعب بالأصوات مستحيل».
خرجنا من المركز الانتخابي وامارات الحبور تعتلي وجوهنا ونحن نشاهد هذا المشهد الديمقراطي، فالناخبون مبتسمون، وبدهشة غير مألوفة واستغراب، أكملنا طريقنا، ونظرنا بوجوه بعضنا البعض كمَن يتشبث بقليلٍ من الأمل، وكأنها أولى البدايات التي تمهد لاشراقة عتمة الغد.