بغداد: نورا خالد
يجد نفسه في طليعة مطربي جيله لما قدمه من اعمال غنائية تحمل قيمة فنية عالية من الوضوح والركوز بعيدا عن الترهل والاسفاف الذي نراه الان، هكذا يرى الفنان باسم العلي نفسه امام ما يقدم الان على الساحة الغنائية عندما سألته «الصباح» عن مكانته الفنية وسط هذا الانفلات في الاغنية التي اسهمت مواقع التواصل في تقديمها.
واضاف «رغم ذلك احاول التجديد وأن اقدم اغاني تحمل في طياتها قيم الاسرة العراقية الاصيلة، اغان ليس فيها اسفاف وافراط عالٍ في تقديم مفردات خادشة للحياء، فانا اعتقد أن مسؤولية المطرب مسؤولية اخلاقية
كبيرة».
اصبحت الاغنية العراقية في الآونة الاخيرة مصدر جذب لكثير من الملحنين والمطربين العرب، وعزا العلي ذلك الى أن «الكلام واللحن العراقيين يحملان كمية كبيرة من الشجن، مستمدا تلك الروح من الانغام والاطوار والمقامات الكثيرة المنتشرة في كل ربوع العراق»، معتقدا انها «حالة صحية للانتشار من خلال النص واللحن العراقي فلا ضير في ذلك ان كان يصب في مصلحة النغم
الاصيل».
ويرجع العلي سبب اختفاء العديد من مجايليه والذين كانوا اسماء لامعة في الوسط الغنائي الى «عدم توفر المال والكسل الفني وهما اهم اسباب اختفاء الكثير من المطربين، وكذلك عدم توفر شركات الانتاج
الرصينة».
ويرفض الفنان الذي نال شهرة واسعة في فترة التسعينيات أن يقال بان مطربي «السوشيال ميديا» ابعدوهم عن الساحة الفنية الحالية قائلا «لم يبعدونا بالعكس فنحن ما زلنا نقدم فنا للذائقة السمعية الراقية رغم قلته، لكنه فن محترم اما ما يقدم الان من حالات شاذة فتزول تدريجيا مع زوال حالة وجودها اصلا».
واجاب العلي عن سؤالنا له حول اذا ما استطاعوا كجيل ما بعد الثمانينيات أن يطوروا اسلوبا او ملامح لاغنية عراقية معاصرة بعد ظاهرة الاغنية السبعينية التي توفرت فيها كل مقاييس النجاح؟ «نحن جيل جاء مكملا للحقبة السبعينية ونتشرف بأننا حملنا الامانة بكل ادراك فقدمنا اعمالا يشار اليها بالبنان، لانها كانت وستبقى اغاني راقية قدمناها بكل حب واخلاص».
ويعتقد الفنان باسم العلي ان «الحياة تتغير وتتغير معها انماط كثيرة، لذلك اختلفت معايير الاغنية الناجحة بمقاييس الشباب، فالمعايير الذوقية الحالية شابتها هجانة الاقحام حد الافراط، لكن يبقى الايقاع بكل اشكاله هو المتحكم في ايقاع الحياة».
واعطت الغربة للعلي الحرية، لكنها ابعدته عن اهله وصحبه وجميع من يحب، مشيرا الى أن «الغربة جعلتني اغني في اهم واكبر المسارح في كل انحاء العالم وجعلتني متمسكا بوطني اكثر من كل شيء ويبقى الابتعاد عن الوطن هو الهم الذي
لا يزول».
مؤكدا أن «الغناء العراقي يحمل هوية خاصة به منذ الازل لم تتبدل ولم تتغير والدليل ان محمد عبد الوهاب قال ان الغناء جميعا يدور في فلك واحد الا الغناء العراقي فهو غناء متجذر واصيل منذ آلاف السنين فالغناء العراقي هوية وانتماء».
كل الاعمال التي قدمها العلي هي جزء منه لكن تبقى سيدة الاغاني بالنسبة له: واقع الحال، يبنادم، اوكف يا زمن، شجاها الناس، لا يقلبي، مشتاكلك موت، شويه شويه، بجيت البارحة، خليني يمك، هواية عالم، وختم الفنان باسم العلي حديثه مع «الصباح» بالقول «انا راض تمام الرضا عما قدمته من اعمال فنية تحمل قيمة عالية واعتز بتلك التجربة الطويلة من العمل الجاد من اجل رصانة الاغنية
العراقية».