بوادر النجاح

منصة 2021/10/11
...

الدكتور عدي الحساني

يعتمد النجاح في جميع جوانب الحياة على التنظيم، إذ يُعدّ الأساس في كل شيء والذي من خلاله يتم ترتيب الخطوات الأساسيَّة التي تسير بذلك الجانب الى الطريق الصحيح.
هذا الموضوع يمتدُّ الى الجوانب النظريَّة والعمليَّة في الحياة الوظيفيَّة، والتي تستند في إنجاز أعمالها على المقدار التنظيمي الذي تنتهجه في أداء واجباتها، لأنه الأساس التكويني لكل مؤسسة ونقطة لانطلاقها.
ولعلنا لا نختلف إذا ما قلنا إنَّ للنجاح ضريبة، قد يدفعها الناجح من حياته أو من سمعته أو بأي نوع من أنواع التشهير والتشكيك التي تديرها منظومات متخصصة في الإحباط (الفكري والعلمي والنفسي) المتعمد للناجحين والذي تهدف من خلاله الى نشر الفوضى وإعمام الجهل والتخلف في جميع مجالات الحياة المختلفة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر يتعمّد البعض على استخدام الفوضى الممنهجة من أجل العبث بآليات وإعدادات النجاح وصولاً الى تحقيق غاياتهم الأساسيَّة في الاستمرار بالوضع على ما هو عليه ضماناً للاستفادة مما هم عليه.
وهنا يظهر الفكر الشبابي المتجدد الذي يسعى للنهوض بالواقع الى ما هو أفضل، تماشياً مع ما هو عليه في المجتمعات المتحضرة. وخير دليل على ذلك ما شهدناه في انتخابات تشرين الأول، وهي العرس الوطني الذي نجحت فيه إرادة الشعب العراقي، عبر فرض الرأي المجتمعي لإجراء انتخابات مبكرة، والتي كان الهدف منها إحداث انتقالة نوعية وفق الرؤى الشبابيَّة العلميَّة بالواقع الحالي.
ما يهمنا هو أنَّ هناك إدارة ناجحة تكمن خلف التنظيم والترتيب الذي شهدته هذه الانتخابات، فلو أخذنا بدايتها لم نجد هناك تشهيراً وطعناً بالأعراض والسمعة للمرشحين، وكذا امتدت الى آلية الدعايات الانتخابيَّة وكيفيَّة نشرها والتي اشتركت فيها الجهات الإعلاميَّة (مشكورة) للتعريف بالمرشحين وبرامجهم والغاية منها ترك مساحة واسعة للمواطن من اختيار الأصلح وفقاً لرؤيته المستقبليَّة.
كذلك كيفيَّة التعامل مع البطاقات الانتخابيَّة التي سعت الجهات القائمة عليها جاهدة من أجل أنْ تكون بالمواصفات العالميَّة المعتمدة، وصولاً الى يوم 10/10 والذي تضافرت فيه جهود الجميع لجعل ذلك اليوم مميزاً في كل شيء، فالترتيب الذي شهدته المحطات الانتخابيَّة لم يكن إلا دليلاً على التنظيم الناجح والمميز في خلق أجواء انتخابيَّة تليق بالمواطن العراقي وبشعبنا العراقي العظيم وبكل الجهود الساندة والحامية.