تحولات «بريد القراء» من الورقي إلى الالكتروني

الصفحة الاخيرة 2019/03/04
...

بيروت / غفران المشهداني
يعد “بريد القراء” بوابة التفاعل الوحيدة بين الصحف والجمهور، أما اليوم فإن معظم التفاعل بين وسائل الإعلام والمستمعين أو المشاهدين، عبر الإنترنت.. بريد الكتروني أو تطبيقات مثل “تويتر”و”فيسبوك” و”انستغرام”
وفي ظل غياب الرسائل الورقية في عصر ثورة الإتصالات كيف تتفاعل الإعلامية اليوم مع متابعيها؟
قالت مراسلة مجلة “الشبكة العراقية”، الصادرة عن شبكة الاعلام العراقي، من السويد آمنة عبد النبي: “الاستجابة برأييّ مشروطة بالضمير الاخلاقيّ، سواء قصُرت المسافات ام بعدت، امّا من ناحية اختصار الوقت وامكانية العثور على الموكلين بنقل الشكوى الصحفيّة من خلالِ برامج التواصل الاجتماعي فهذا الأمر نافع ومجدٍ، لأصحاب المشكلة التي قد يعثر علينا اصحابها بضغطة زرّ، وقطعاً لكلِ فضاء فضفاض سلبيات ومآخذ، منها ان البريد الافتراضي يكون بالعادة لأشخاص غير مرئيين، وهنا يُفتح المجال لهدر الوقت بمتابعة حالات مشكوك بصحةِ ما نقله اصحابها” مضيفة: “كنت دائماً اقول وحده الحبّ تضرر من اغتيالات البريد المقولّب، بعدمّا كانّ العُشاق يقفون امام لوحة لساعات طويلة يقولون فيها للبعيد كلّ شيء دون ان ينطقوا بكلمة، صارّ من المحال انّ تحتفظ احداهنّ بقصاصة حبّ دون ان يبتلعها “الغول الأنترنيتي”، الذي اصبحت بفضلهِ اللهفة لا تعيش إلا لثانية او ثانيتين “.
 
متعة العناء
أشارت مقدمة البرامج اللبنانية كريستين حداد، من راديو “أم بي أس” الى ان:“السوشال ميديا فتحت مجالاً للإنتشار الأوسع، الا إنها ألغت متعة العناء لصياغة رسالة حقيقية، نابعة من داخلنا، ومصاغة من دون اخطاء، ممعّن في كلماتها ومدروسة قبل ارسالها، فاليوم يكفي ان نرد برسالة صوتية أو بكلمات مختصرة مخصصة لطريقة الـ “chatting” العصرية تكون في بعض الاحيان عبارة عن ردة فعل غير محسوبة تؤدي الى الكثير من المشكلات” مبينة: “في السابق كنت أتلقى رسائل قليلة ولكن معناها كبير، وأستمتع بالرد بعد قراءتها، والاجمل تخيل اشكال وحالات مرسليها، حيث لم يكن هناك انتشار للصور عبر الهواتف والانترنت، اما اليوم فمع كثرة وسائل التواصل، اصبحت غير قادرة على متابعة جميع التعليقات والرد عليها جميعها، فاختار الرد على المتابعين الذين التمس منهم بعض العناء في كتابة رسالة خاصة موجهة اليّ، امّا رسائل”broadcasting” فلا أرد عليها”.
 
اختصار الزمن
بينت الكاتبة والصحفية بشرى الهلالي ان : “هنالك جانبين للموضوع.. الاول عملي مهم، هو ان الرسائل الالكترونية بكل انواعها.. الايميل والماسنجر والواتساب والفابير، اختصرت الزمن واسهمت بتسريع التواصل مع الآخر؛ فعوضاً عن انتظار خبر لمدة زمنية طويلة، يمكن للمرء الاطمئنان على من يحب، في اللحظة نفسها، التي تبعث فيها الرسالة، هذا امر مهم جداً طبعاً لإختصار حالة القلق ومتابعة الأحبة”
موضحة: “يبقى  للرسائل البريدية القديمة أو الاسلوب المتبع طعم خاص له علاقة بالحالة العاطفية، فعادة الكلمات المكتوبة على ورقة أكثر تأثيراً، اضافة الى انه يمكن خزنها كمذكرات تؤرشف تأريخ الانسان، بينما قد تضيع الرسائل الإلكترونية أو يتم محوها الّا إذا جرت طباعتها فيما يخص موضوع التفاعل، التفاعل يعتمد على مشاعر الإنسان، فاللهفة التي ترافق انتظار رسائل الواتساب والماسنجر وغيرها من شخص ننتظر التواصل معه لا تقل عن تلك التي ترافق انتظار رسالة بالبريد، الفرق فقط هو في عامل الزمن الذي يختصر الانتظار، وفي النهاية لكل زمن احكامه التي يجب ان نتلاءم معها”.