السماوة: نافع الناجي
صناعة تمتد الى عمق التاريخ والوجود البشري، حين لجأ الإنسان الى صناعة الأواني التي يستعملها في حياته اليومية باستخدام الصلصال والفخار، ورغم أن هذه الصناعة استمرت بالتطور والاتساع الى يومنا الحاضر، الا ان العراقيين ما زالوا يصنعون ويستخدمون تلك الأواني التي ما زالت تصنع بالطرق القديمة ذاتها.
ما ان تبدأ رحلتك في السوق (المسقّف) الكبير بمدينة السماوة، حتى يستوقفك احد المحال الصغيرة لتشاهد اشكالاً وانواعاً مختلفة من الفخاريات المعروضة في واجهة المحل، منها ما صنعت وفقا للطرق التقليدية القديمة وأخرى مزجت بين القديم والحضاري.
الخبير الآثاري د. أبو ذر الزيدي يقول لـ {الصباح}: ان {الطين هو المادة الأساسية التي استخدمها أبناء سومر وأكد في بلاد الرافدين، وهذه المادة متوفرة في الطبيعة لذلك نشاهد المواد والأواني التي يستخدمها العراقيون كانت مستوحاة منها}.
مضيفاً {لانتاج هذه الأواني الفخارية سواء ما يستخدم منها لطبخ الطعام أو خزنه او شرب الماء وتبريده، يتم اختيار الطين الذي يخضع لعمليات تصفية وتنقية ومزجه بالماء ومن ثم تشكيل هذه الاواني بأشكال هندسية مختلفة}، وتابع الزيدي {المرحلة الأخيرة تكون بصقل هذه الأواني وإدخالها في أفران خاصة ما يؤدي الى ظهورها بالشكل النهائي}.
الفخار حافظ على حضوره في الاستخدام المنزلي لمزاياه التي تتعدى جماليات شكله، ربما لثمنه الزهيد لو تمت مقارنته بالصناعات الاخرى، فضلاً عن تحمله لدرجات الحرارة العالية في حال استخدامه للطهي كما هو حال الطواجن الفخارية، هكذا قال لنا ميثم الخفاجي صاحب المتجر، الذي أوضح {لدينا في هذا المكان أنواع الفخاريات مثل الشربة وزير الماء (الحب) وهو يمتاز بتوفيره الماء النقي الصحي وهناك منتجات كثيرة بعضها يخص تخزين المخللات والبقوليات وبعضها يستخدم للطبخ أو مزهريات أو أعمال وتحف فنية ملونة وغير ذلك}.
وعن سبب تفكيره بهذه المهنة، قال {كان أجدادنا الأولون يمتهنون هذه الصناعات وأنا فكرت في استعادة التراث القديم وإحيائه مجدداً}، مضيفاً {هناك سحب كبير على منتجاتنا يمتد للمحافظات الأخرى كالنجف وكربلاء والبصرة والناصرية وغيرها}.