سمير صبيح.. رثاؤك ليس خياراً

ثقافة شعبية 2021/10/23
...

  علي حسن الفواز 
 
قد لا  يكون الرثاء خيارا، ولا  مراجعة  الاثر تعويضا، لكنه يكون حبا، واحساسا بأنّ الفقد كبير، وانّ القصيدة  تشبه الحياة، كلما ضاع صاحبها أصيبت بوجع الفراغ..
رحل سمير صبيح، شاعرُ الحلم والوجع، الشاعرُ الحميمُ بيومياته واسئلته، والحاضر مثل قلقٍ لا يفارق الروح، والمشدود الى كتابةٍ ضاجة بالحلم، وبالشغف الذي يجعله قريبا من هواجس الوطن وجروح الشهيد ورغيف الفقير، وكأن ما يحمله من تلك الشهادات  تجعله حاضرا مثل جندي يحرس البيت والذاكرة والرغيف.
كان لا يغفل أحدا، حادا في وعيه، وفي قصيدته، راثيا لكل مانفقده، يتقصى اخبار الاصدقاء، وكأنه جزء من نسيج العائلة واللغة واليومي، يبكي مثل طفل يُخدّشه الوجعُ، يصرخُ، يستدعي كلَّ الاشياء الحية لكي تقف عند حافات الكلام او حافة البلاد، لا فرق، فسمير ليس شاعرا للمواسم، ولا قصيدته تقف عند “الحسجة” او “المفارقة” او الشجن اليومي، إنها قصيدة يانعة، تتشبع بروح المكان، بمقدسه، وذاكرته، وأحزانه، لتحضر وكأنها شهادة على الوجود، وعلى أنها  بيت يتشاطر الجميع حكاياته واغانيه واحلامه.
لروحك السلام، ولحياتك الاثر الطيب، ولموتك السطوع الذي يشبه قصيدة يانعة.