الشاي بالحليب.. اختراع النبلاء

استراحة 2021/10/24
...

 لندن: وكالات
لعل أجمل ما في الخريف والشتاء هو موعد المشروب الساخن وتحديداً شاي ما بعد الظهيرة والمنكه بالحليب، فلماذا نضيف الحليب إلى الشاي، وهل يُضاف الحليب قبل الشاي أو بعده؟.يعود تاريخ هذه الممارسة إلى البريطانيين في القرن الثامن عشر، وتبين أنها نابعة من طبيعة البيئة البريطانية آنذاك وظروف الحياة وليس بسبب نكهتها
 
 كان البريطانيون في القرن الثامن عشر يغلون الشاي في القدور المخصصة للغلي فوق الحطب، لذا فكان هذا المشروب غالياً بعض الشيء على سائر أبناء الشعب، وكان يُصب في أكواب زجاجية فاخرة مخصصة لتحمُّل درجات الحرارة العالية،ولكن لأن ثمن مثل هذه الأكواب كان غالياً ولا يستطيع تحمُّل نفقته الغالبية العظمى من الشعب، كانوا يصبونه في أكواب لم تتحمل الحرارة العالية فكانت دائماً ما تنكسر.
والحل؟ إضافة الحليب. صبّ البريطانيون الحليب البارد أولاً في الفنجان ثم الشاي المغلي؛ ليقلل الحليب من حرارة الشاي، فلا تنكسر الفناجين، حسب ما نشرته صحيفة The Sun البريطانية.
تشير بعض المصادر إلى أن الشاي كان منتجاً غالياً في تلك الحقبة التاريخية، فكانت الأسر الفقيرة تقتصد في استخدام أوراق الشاي المجففة وتزيد من كمية الحليب، بينما اعتمدت الأسر الميسورة عكس هذه المعادلة عبر إضافة قليل من الحليب والاستمتاع بنكهة الشاي.
ويرجح خبراء الشاي اعتماد هذه الممارسة بسبب ظروف شحن أوراق الشاي قديماً. فرحلات البحر الطويلة وسوء تخزينه أديا إلى تغير مذاقه عند تحضيره، فكانت إضافة الحليب حيلة بريطانية لتلطيف نكهته الحادة ومع ذلك، قد يؤدي وضع الحليب أولاً ثم سكب الشاي فوقه إلى تحسين مذاقه، وذلك لأن حرارة الحليب ترتفع لتقترب من درجة حرارة الشاي، فتتوزع النكهة بشكل متساوٍ أكثر، أما إذا أضفت الحليب البارد إلى كوب الشاي الساخن، فأنت بذلك تقوم بتبريد الشاي، وقد لا تحصل على الطعم نفسه.