سم زعاف بعنوان {حليب أطفال}

الصفحة الاخيرة 2021/10/27
...

زيد الحلّي
 
 هزتني المعلومة التي نشرتها وسائل الاعلام الاسبوع المنصرم والمتعلقة بالعثور على 21 طنا من حليب الاطفال غير الصالح للاستهلاك في كربلاء المقدسة، وقد اعدتُ قراءة ما جاءت به هذه المعلومة اكثر من مرة، وعند كل كلمة فيها اتوقف لاعناً الاشخاص الذين باعوا ضمائرهم، وارتضوا أن يرضع الاطفال حليبا هو صنو السم، بل هو السم الزعاف 
ذاته..
ماذا نسمي هؤلاء الاشخاص؟ اني اشبههم بوحوش بشرية، هدفها البطش بزهور الطفولة، واغتيال الاجساد الغضة، غادرهم الضمير، وحلت محله الخسة والجشع، ونفوسهم طالها العفن، وفسادهم استشرى سريعاً، وبات يحتاج الى إرادة حكومية لاقتلاعه من الاساس. 
الطريف المبكي، ان حيثيات المعلومة تقول (اثناء قيام الفرق الرقابية الصحية في كربلاء المقدسة، بجولة تفتيشية مشتركة مع مديرية الجريمة المنظمة، وجهاز الأمن الوطني، تمكنت من وضع اليد على (21 ) طناً من مادة حليب الأطفال، اذ تم ضبطها في أحد المخازن (المتخفية) عن الانظار، وتم حجز الكمية بعد التأكد من أنها غير صالحة للاستهلاك ومنتهية الصلاحية، وتم إتلافها في مواقع الطمر الصحي.. 
الخ).
اسأل : هل يتوقف الامر امام هذه الجريمة، باتلاف هذه الكمية الكبيرة من السم الزعاف الموجه للأطفال؟ وهل هي عقوبة كافية؟ ألم يسأل من بيدهم عجلة قيادة المجتمع، كيف وصلت هذه الاطنان من حليب الاطفال غير الصالح الى كربلاء؟ هل جاءت (سيرا على الاقدام) متبخترة لوحدها؟ كيف مرت من عدة محافظات حتى حطت رحالها في ارض كربلاء؟ ومن اي منفذ 
دخلت؟.  
ومع استمرار الكتابة، تزداد الاسئلة وتكثر الاستفسارات، فهل  نستمع قريبا الى جواب يشفي الغليل، ام ان الامر سيذوب ذوبان الحليب في الماء الفاتر، من اجل سواد عيون فلان 
وعلان.
لكم ايها الشجعان الذين وضعتم اليد على اطنان الموت، التحيات، وكلنا امل أن تتواصل الجهود في جميع المحافظات من اجل بيئة صحية آمنة، فالمجتمع انتم حماته.