سامر المشعل
بابل تنهض من جديد لتمسح عن وجهها غبار النسيان والإهمال وهجمات الظلاميين الهمجيَّة، لتقف شامخة بعمقها الحضاري وإشعاعها الفكري لتعانق ببهاء سماوات الإبداع والتطلع نحو شمس المعرفة وتمنح ضيوفها بكرم باذخ عطر المحبة المعتق بالحضارة الإنسانيَّة من سلال نبوخذ نصر وحمورابي.
بعد أنْ توقف مهرجان بابل عن إقامة عروضه، بسبب الظروف التي مرَّ بها العراق والمعروفة لدى القاصي والداني ولمدة عشرين عاماً، ها هي تستأنف تواصلها الثقافي مع العالم، لتعود بقوة وكأني بها تعوض سنوات الانقطاع والغياب، بمنهاج حافل ومتعدد الأشكال وبمشاركة واسعة من دول العالم لأكثر من 55 دولة عربية وكذلك أجنبيَّة، وبرعاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
لم ننتظر دعوة من إدارة مهرجان بابل، فاندفعنا بحماسة مهنية ووطنية أنْ تكون جريدة «الصباح» حاضرة بهذا المحفل الدولي المهم، لنشارك البابليين فرحتهم وألقهم ونغطي فعاليات المهرجان قبل انطلاقه، لنسعد بروح التحدي للبابليين وهم يؤكدون قدرتهم على التواصل الثقافي والحضاري وهم يبعثون رسالة الى العالم، بأنَّ هذه الأرض لا ينقطع نسلها الإنساني والثقافي وهي تستمدُّ قوتها وحيويتها من نسغ الحضارة البابليَّة.
غداً ستشرق بابل وسيتطلع العالم الى معالمها الحضارية والآثارية ومعابدها والمسرح البابلي الذي اشتاق الى دفء محبيه، ونحتفل معاً بعودة الحياة الى ممرات وأزقة ومسارح وقاعات بابل التي ستشهد فعاليات كبيرة ومتنوعة بين التشكيل والمسرح والغناء والفنون الشعبية والسينما، فضلاً عن الفعاليات الأخرى في مجال الإعلام والآثار والندوات.. علاوة على بعض العروض الترفيهيَّة ومن ضمنها فعالية المناطيد والطائرات الشراعيَّة.. بحسب ما ذكره مدير المهرجان محمد شاكر الربيعي.
ستعلن بابل وجودها الحضاري والإنساني المعاصر، وهناك الكثير من نجوم العالم وفنانيه ومثقفيه وإعلامييه من جميع أنحاء العالم يتطلعون بأنْ تلامس أنظارهم هيبة هذه الأرض ويتشبعوا بسحر جنائنها وعجائب ما صنعته من فتنة كونيَّة.
لمسنا نبرة التفاؤل والحماسة من جميع القائمين على المهرجان وأبناء المحافظة ومحافظ بابل، والمشاركين في فعالياته، بأنَّ مهرجان بابل سيعود بقوة ويصبح علامة مميزة في العراق والعالم أجمع، ولا يقل شأناً عن المهرجانات التي تقام على صعيد العالم العربي.