محمد الربيعي: مرحباً بكم في المكان الذي انطلق منه الحرف الأول

الصفحة الاخيرة 2021/10/30
...

قبل انطلاق حفل افتتاح مهرجان بابل، ردَّد الشباب على المدرجات: «كلنا العراق» واصطفت في ساحة المسرح الخارجية، مجموعة الشباب الذين يرتدون الملابس البابلية بلونها الفيروزي حاملين المشاعل الوهاجة، بمنظر يحيلك إلى عوالم بابل التاريخية، والى جانبهم موسيقى الجيش يصدحون بأعذب المارشات.
جرت فعاليات حفل الافتتاح الذي ادارته المذيعة نور الماجد، متضمناً كلمة المدير التنفيذي للمهرجان د. محمد شاكر الربيعي، وممثل رئيس الوزراء د. جاسم الحلبوسي.. نائب الأمين العام لمجلس الوزراء، وأنشودة المهرجان وتكريم عدد من الفنانين الرواد، ورقصات للفرقة الهندية، وثلاث حفلات للفنانين شمس الكويتية وهاني شاكر وحاتم العراقي.. تباعاً.
 
الحرف الأول للخلود
قال د. الربيعي في كلمته: «مرحباً بكم في المكان الذي انطلق منه الحرف الأول والقانون الأول» مؤكداً، «ما زال العراق يتصدر الفكر والأدب؛ إذ كتبت قصة الخلود على هذه الأرض، ولا بد أن نعي قصتنا».
أضاف، «سعينا منذ تسعة أشهر إلى إدراج بابل في لائحة التراث العالمي؛ بتلبية شروط الأمم المتحدة» سارداً تفاصيل مشوقة: «في المهرجان 140 فقرة تقدمها 58 دولة، تتوزع بين الغناء والموسيقى والتشكيل والسينما والندوات ومعارض الكتب والجلسات الشعرية والتسويق والمعارض الصناعية والزراعية، جاعلين من بابل ملتقى الشركات العالمية» مبيناً، «لم ننسَ عروض المناطيد والزوراق الشراعية».
بدأ الدكتور جاسم الحلبوسي كلمته بالدعاء: «ربِّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات» مخاطباً: «يا أهل بابل والحاضرون جميعاً.. طبتم وطابت أمسيتكم.. عراقية بامتياز.. جميلة بكم.. أيها الذين مروا من بوابة بابل عشتار.. قديماً وحديثاً.. لقد كتب للعراق تاريخٌ مشرفٌ.. أنقل إلى العراقيين كافة.. في الشمال والجنوب والغربية والوسطى سلامكم، شاكراً هذا التعايش الجميل.. وكما كان سيعود العراق بكم.. وتعود أمجاد الكلمة نصراً».
 
وصايا حمورابي
أدَّت المجاميع أنشودة المهرجان من شعر د. محمد شاكر الربيعي وألحان محمد رميض، وأسفرت هندسة الصوت عن عثراتها المدمرة.
قدم أوبريت «مرايا الشمس» تأليف سعد هدابي وتمثيل سامي قفطان وآسيا كمال وإيناس طالب وكاظم القريشي وكريم محسن.. ألحان رميض.. أخرج الاستعراضات ضياء الدين سامي وأخرج الفعالية بهاء العلكاوي.
كرم المهرجان نقيب الفنانين د. جبار جودي ورئيس اتحاد المنتجين العرب د. إبراهيم أبو ذكري ووفاء موصللي وشكران مرتجى ومحمد شكري جميل ومحسن فرحان والفنان محسن العزاوي وبدور موسى وجومانا الحاج ود. شذى سالم وجيني أسبر وأكرم ناجي.
حضرت فرقة الفنون الشعبية الهندية على المسرح وغابت الموسيقى التي نظموا رقصاتهم عليها، باخفاق ظاهر للعيان لتنظيم فقرات العروض، ما دعا أحد اعضاء الفرقة إلى الذهاب خلف الكواليس لوضع الموسيقى المناسبة. 
 
شمس الكويتية: أحبكم
طلت الفنانة شمس الكويتية على المسرح البابلي وسط ترحاب الجمهور، على نحو اشعر الفنانة بسعادة طافحة وهي تلتقي جمهورها العراقي، قائلة: «معي على المسرح الفرقة الموسيقية المركزية المكونة من الشيعي والسني والكردي والعربي.. هؤلاء اطياف الشعب العراقي، وهو موحد وتبا للطائفية».
جاءت شمس وعلى ظهرها جنائن بابل المعلقة، أرتها للجمهور، ثم بدأت معركتها الخاسرة مع هندسة الصوت، ومع محاولاتها لاصلاح الصوت، لكنها باءت بالفشل، ولم تتوانَ عن توجيه النقد اللاذع للقائمين على هندسة الصوت، بجرأتها المعهودة، مشككة أن يكون خلف هذا الغياب التام عن اغلب الالات الموسيقية، فضلا عن غياب الصوت عن المايك الذي تغني فيه والكورال، غاية مقصودة. 
توجهت إلى العراقيين: «آنه أحبكم.. إنتم فخر ترفعون الراس ومحد يكدر عليكم» وعلقت: «مهندس الصوت: منو دافع لك كي تشوه حفلتي» عارضةً شاباً من الحلة ناشدت له رئيس الوزراء للتكفل بعلاجه من السرطان، وقد ودعه الجمهور بالمحبة: «الله وياك حمودي».
 
رومانسيات هاني شاكر
استمرَّت اخفاقات هندسة الصوت، ما جعل فقرات حفل الافتتاح مملة ومتقطة لفترات طويلة، الامر الذي دعا الفريق الفني المرافق للفنان هاني شاكر لأن يحاول ضبط الصوت على المسرح، من أجل ألا يقع بالمطب الذي وقعت فيه الفنانة شمس الكويتية. وتم ضبط الصوت بالحد الادنى. وبعد انتظار طويل خرج الفنان هاني شاكر ليقدم حفله للجمهور الذي تفاعل معه بمجموعة من اغنياته الطربية والرومانسية التي اعادت ترطيب بعضا من الاجواء المتشنجة.
 
جمهور حاتم العراقي
ظلَّ الجمهور ينتظر نجمه المحبوب حاتم العراقي، إلى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ليسعد بلقاه بمجموعة منوعة من اغنياته التي ارتجَّت لها مدرجات بابل وهو يردد معه الاغاني ويتمايل طربا على صوته، ليسدل عندليب الغناء العراقي حاتم العراقي الستار عن آخر اغنية ويعقبها بكلمات الحب وقبل الوداع عند الساعة الثالثة والربع فجرا.