تعليم القيم النبيلة

الصفحة الاخيرة 2021/10/31
...

حسب الله يحيى 
 
في ظل الحياة المادية التي نعيشها اليوم، وفي ظل التنافس الذي يخيم على صفحات الواقع الاجتماعي المرير الذي نشهد ثقله على مجمل التفاصيل التي تواجهنا، كان لابد أن نشهد ما يوازي هذه الظواهر السلبية السائدة في المجتمع، بحيث تتفوق القيم الانسانية النبيلة على كل ما هو متضاد مع الانسان ومصالحه الحقيقية وتوجهاته السلمية السليمة.
وفي ظل مجتمع مدني منشود، يحسن أن نتوجه الى بناء هذا المجتمع بناء محكما تسوده القيم النظيفة المتجسدة في العدل والمساواة والمحبة والنزاهة والتعاون والالفة.
ومثل هذه القيم الراقية والعمل على نشرها بين افراد المجتمع، يتطلب الحال أن نعمل على بناء الانسان منذ الطفولة ونزرع فيه كل القيم التي تبعده عن الكذب واساليب الحيلة والنميمة والصراع والغش والخديعة والعمل على سيادة الفضيلة على نطاق واسع.
واذا كانت وزارة (التربية والتعليم ) قد وضعت كلمة (التربية) سابقة على كلمة (التعليم)، فان الاهم في هذا الاجراء يتطلب منا أن نكون نشئاً جديدا تحكمه القيم الرفيعة ولا يعرف الخصومة ولا العداء ولا العنف ولا الارهاب ولا استغلال الاخرين.
نعم، التربية تسبق التعليم وتتقدم عليه وهذا يعني توظيف التعليم لترسيخ ما نصبو اليه من الوصول الى مجتمع متعاون ومتفاعل وبعيد كل البعد عن كل ما من شأنه التقليل من شأن الاخر ايا كان هذا الاخر صوتا ولونا وهوية وطائفة ومنافعية وعشائرية، وذلك لاننا مجتمع يفترض أن نجتمع على حب 
الوطن وبنائه وجعل المواطنة هي الاساس في تحقيق الآمال التي تبني البلاد على وفق اسس صحيحة لا ترتضي الخراب وانما انشاء كل ما هو خير ومحبة.
ان المجتمعات السعيدة تبنى في العادة والمألوف على تربية وتعليم صادقين آمنين مستقرين وعلى حياة صحية وصناعية وزراعية متفوقة ومتطورة يشترك فيها الجميع، ووضع الاسس البناءة والراسخة لنجاحها وتطورها, فالمجتمع لا يرقى بالفتنة والفرقة وانما بالتعايش والمحبة والتفاؤل بين الجميع.