(غار) على رأس كاظم لاله

ثقافة شعبية 2021/10/31
...

 كاظم غيلان 
 
"ضع هذا الغار على من هو أكثر أصالة من أن يخضع للشهرة" 
*املي ديكنسون
 
ما ذهبت إليه هذه الشاعرة الإنكليزية العظيمة ينطبق تماما مع شاعرنا المبدع كاظم لاله، فهو لم يخطر بباله اللهاث لعالم الشهرة التي تحولت بفعل الخراب إلى (شهيرة).
تجربة هذا الشاعر امتازت عن معظم مجايليه لما فيها من انعطافات حياتية لا تخلو من العذاب الذي اسهم بتكونه، تجربة لالة وليدة مرحلة تحولات عاصفة شهدتها حركة الشعر عالميا وعربيا وعراقيا عند ستينيات القرن الماضي، فكان التجديد وكانت المغايرة هي أعلى ما يطمح له شعراء تلك الحقبة وصخبها السياسي والثقافي، وفي شعر العامية العراقية جاء جيل مهموم مغامر يجري محاولاته الصادمة بعد التجربة النوابية الرائدة، فكانت تجربة هذا الشاعر واحدة منها، إلا أنها بقيت بعيدا عن البحث والدراسة، اذ افتقر هذا الشعر لهما إلا بحدود كتابات لم تبلغ ما استحقته التجارب.
العامل الحياتي كان هو الآخر قد مارس أبعاد الشاعر عن الاضواء، اذ تم تسفيره مرتين قسرا إلى إيران رغم عراقيته ولادة ونشأة وشبابا وهي تهمة الصقتها حكومة البعث بالآلاف من العراقيين.
ذلك الجانب من حياة الشاعر لم يتمكن من موهبته ومثابرته، بل زاده عمقا اذا ما عرفنا بأنه مثقف من الطراز النادر، فقصائد كاظم لاله تحمل مضامينها الوجدانية وتدافع عن قيم الشعر الجمالية العالية، تستدعي دراسة عميقة مثلما تحتاج لقراءة واعية، انها ولادات في مواسم عراقية الجحيم بامتياز.
الغار الذي ذهبت إليه الشاعرة يليق بأن نضعه على رأس كاظم لاله بكل وفاء.