إجراءات خليجية قاسية ضد لبنان بسبب تصريح قرداحي

الرياضة 2021/10/31
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 القاهرة : إسراء خليفة
 
أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تعيشها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع دول الخليج العربي فجرتها تصريحات سابقة لوزير الإعلام جورج قرداحي، وعلى الرغم من تأكيد لبنان الرسمي عبر الرئيسين عون وميقاتي بأن تصريح وزير الإعلام كان قبل توليه المسؤولية وهو لا يمثل إطلاقاً رؤية الحكومة اللبنانية، عمدت السعودية والبحرين والكويت الى سحب سفرائها في بيروت والطلب من سفراء لبنان لديها المغادرة.
ووفقاً لمعلومات عن مصدر خليجي في بيروت أمس السبت فان “دولاً خليجية أخرى ستنضم الى الرياض في إجراءات دبلوماسية قاسية منها فرض عقوبات شاملة على لبنان في الأيّام القليلة المقبلة، وستطال تلك العقوبات لبنان بشقيه السياسي والاقتصادي”، وكانت الخارجيّة السعودية قد أعلنت استدعاء سفيرها لدى لبنان، ومغادرة السفير اللبنانيّ لدى السعودية،  وقررت وقف الواردات اللبنانيّة كافّة إلى السعوديّة، واتّخاذ عدد من الإجراءات الأخرى، وشددت الرياض على منع سفر السعوديين إلى لبنان، كما قامت البحرين بخطوات مماثلة احتجاجاً على تصريحات قرداحي، وسحبت الكويت ظهر أمس السبت سفيرها من بيروت وطردت السفير اللبناني لديها. 
وعلى إثر ذلك أجرى رئيس الحكومة اللبنانية ميقاتي، الذي سبق أن اصيبت حكومته بالشلل جراء التقاطعات بشأن تعاطي القاضي طارق البيطار، مشاورات عاجلة مع الرئيس اللبناني ميشال عون في المستجدات وبحثا في سبل تطويق الأزمة، وقد أجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الاعلام جورج قرداحي و”طلب منه تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية”.
في غضون ذلك، تم الإعلان عن تشكيل خلية أزمة وزارية في مقرّ وزارة الخارجية تكون بحالة انعقاد لايجاد المخارج المناسبة لمعالجة الأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج وما أنطوت عليه من تصعيد دبلوماسي وسياسي غير مسبوق تجاه لبنان، وعقدت الخلية أمس السبت أولى جلساتها.
في السياق، تصاعدت دعوات الساسة اللبنانيين لإقالة قرداحي، فقد طالب وليد جنبلاط بذلك قائلاً: “كفانا كوارث أقيلوا هذا الوزير الذي سيدمر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان”، ومثله فعل الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل وزعيم القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب عاصم عراجي وزعيم حزب الكتائب سامي الجميل وآخرون، بينما ذهب القيادي في تيار المستقبل أحمد فتفت أبعد من ذلك مطالباً بـ”تغييرات جذرية سياسية بدءا من استقالة رئيس الجمهورية والحكومة كاملةً والذهاب الى انتخابات نيابية”.
وبينما أفادت التسريبات أمس السبت بحصول اتصالات أميركية وفرنسية برئيس الحكومة ميقاتي، لحثه على عدم التفكير بالاستقالة، وطالبت واشنطن وباريس بضرورة حل المشكلة مع السعودية، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثاً لاستعادة قدر من الإيجابية في تلك العلاقات يعين لبنان على تجاوز التحديات التي 
تواجهه. 
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أن “الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني وما تلاها من أحداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانياً بشكل ينزع فتيلها ولا يذكي نارها على نحو ما حدث وأوصل الأمور الى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصاً”. 
وأضاف المصدر أن “الأمين العام لديه ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين عون وميقاتي على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن أن تضع حدا لتدهور تلك العلاقات وتسهم في تهدئة الأجواء بالذات مع المملكة العربية السعودية، ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عرى الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية”.