من ذاكرة بغداد.. صور تاريخيَّة نادرة

الصفحة الاخيرة 2021/10/31
...

 بغداد: مينا القيسي
اكتظت مساحة ضيقة في محل أنيق في سوق هرج وسط بغداد، بالمئات من الصور الوثائقية التي تؤرشف تاريخ العراق، منذ عشرينيات القرن الماضي وصولا الى اليوم، إذ نرى جلّ الطبقات السياسية التي حكمت العراق، فضلا عن القامات الأدبية البارزة التي كانت سمة المدينة في العلم والشعر والفن.
 
صاحب هذا المكان النادر سعد عبدالمجيد كشف لـ«الصباح» عن ان «تأسيس هذا المتحف يعود الى ما قبل اربعين عاماً، ويضم مجموعة صور متنوعة بالأسود والأبيض توثق تاريخ العراق القديم، منذ نهاية العصر العثماني والانكليزي وصولاً الى السنوات الاخيرة».
مبينا أن «المكان يضم صوراً مختلفة لملوك العراق منهم: الملك فيصل الاول والملك غازي، مروراً بنوري سعيد والزعيم عبدالكريم قاسم، وكذلك وثق المتحف صورا نادرة لساحات وشوارع بغداد بهيئتها القديمة، ومنها شارعا الرشيد والكفاح وساحة الميدان، كما توجد صور لشعراء العراق الرواد امثال جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي والجواهري وبدر شاكرالسيّاب، فضلا عن فنانين عراقيين منهم حقي الشبلي وجعفر السعدي وعلي الدبو وعزيز علي» .
مضيفا «وللرياضيين القدماء حصة بذلك، إذ ضم المتحف صور لاعب كرة القدم السابق جميل عباس المعروف «جمولي» وجبار رشك وصاحب خزعل».
وبشأن اندر الصور في المتحف اوضح عبدالمجيد «هناك صورة تجمع الفيلسوف الهندي طاغور والشاعر الكبير معروف الرصافي، الا انها ليست للبيع، كونها نسخة حصرية للمتحف، والحال نفسه مع الصورة الملوّنة لكوكب الشرق «ام كلثوم» وهي تغني في فندق الهلال عام 1932». 
منوها بان «هذا المتحف يزوره العديد من المواطنين الذين يعشقون الصور القديمة الموثقة لتاريخ البلاد، فضلا عن زيارة العديد من الفضائيات والوكالات العراقية والعربية، اذ اثارت الصور اعجابهم الشديد».
مشدداً أن «الارث الثقافي والفني العراقي مهدد بالتلف والضياع بسبب تقادم 
الزمن عليه، كما انه يفتقر للدعم والحماية من قبل المؤسسات الثقافية التي نأمل منها الالتفات له ونقل هذا الموروث الى مكان يليق به، بحيث يصل الى عدد اكبر من المهتمين باستذكار تاريخ العراق والتعرّف على 
ارشيفه».