بطلة البارالمبياد بكرة الطاولة مها البرغوثي: لم تستسلم لإعاقتها وحلمها المقبل مجلس النواب الاردني

الرياضة 2021/10/31
...

 بيروت: غفران حداد 
 
البطلة مها البرغوثي لاعبة كرة طاولة أردنية من ذوي الاحتياجات الخاصة، تنتمي لاسرة فلسطينية في رام الله، أُصيبت البرغوثي منذ ولادتها بمرض شلل الأطفال، بدأت ممارسة رياضة كرة الطاولة في المنزل، على سبيل الهواية مع أصدقائها وإخوانها.
في عام 1984 بدأت بممارسة رياضتي ألعاب القوى وتنس الطاولة، وأحرزت الميدالية الذهبية في بطولة ألعاب القوى في بريطانيا عام 1986، كما حققت رقماً قياسياً عالمياً للأردن بفوزها في سباق 200م على الكراسي بزمن 32.26 ثا في البطولة الدولية التي أقيمت في ألمانيا عام 1995، كما فازت بالميدالية البرونزية في أولمبياد أثينا 2004 في زوجي كرة الطاولة، وختمت البرغوثي مشوارها الرياضي بعد 30 عاما، شاركت خلالها في سبع دورات العاب بارالمبية توجت فيها بالذهبية ضمن منافسات فردي كرة الطاولة في بارالمبياد سيدني عام 2000، فضلا عن 105 ميداليات متنوعة في العديد من المنافسات المحلية والعربية والدولية.
«الصباح الرياضي” حاورت مها البرغوثي ، حيث تحدثت عن خطوتها الأولى نحو عالم الرياضة، بالقول: “كانت بدايتي الرياضية عام 1984، وكان والدي ووالدتي هما اول الداعمين لي، يوم كنا نعاني من عدم الاعتراف بنا وبوجودنا في المجتمع.
 
ارادة وتحدي
 وتمكنت البرغوثي من اقتحام هذا المجال بقوة وحققت أرقاما قياسية ونجحت عالمياً وهي تقول: الناس لم تقتنع بوجودنا في الحياة، فكيف لها ان تقتنع بأن لنا الحق بالعيش الكريم في الحياة والتعليم والعمل وممارسة الرياضة، لكنني كنت دائما وما زلت عندي كل القناعات بانني انسان وحقي على نفسي ان اعيش واقوم بكل ادواري في الحياة وكأنني شخص لا يعاني الإعاقة.
وتؤكد البطلة البارالمبية مها البرغوثي بانها اول اردنية عربية حصلت على الميدالية الذهبية في بارالمبياد سيدني عام 2000، ولغاية اليوم لم يحصل احد على مثل هذا الانجاز بكرة الطاولة.
الاعلام العربي 
وانتقدت البرغوثي الإعلام العربي، الذي لم يسلط الضوء بشكل كافِ على إنجازات ونجاحات الرياضة النسوية، وهو دائم تسليط الضوء على كرة القدم العالمية والعربية، كما انه خجول جدا في تسليط الضوء على الرياضات الاخرى، فما بالكم بالرياضة النسوية وتحديدا الأشخاص ذوي الاعاقة، واستدركت القول بان بارالمبياد طوكيو الاخيرة، شهدت انجازات نسوية عديدة، والحصول على عدد كبير من الميداليات، وكان تسليط الضوء افضل بكثير من السابق.
 
سما الامير
وكجزء من معاناة ذوي الهمم، استذكرت البرغوثي الرسامة العراقية الشابة سما الأمير وهي من ذوي الهمم، وحققت جوائز عالمية، وقد رحلت عن عالمنا قبل اقل من عام وتعاطف الناس مع رحلة كفاحها، وقد وصفتها البرغوثي بالشابة الشجاعة، وقد كرمت في حياتها ومماتها ويكفي انها فعلت المستحيل من اجل حياة افضل.
 
هكذا واجهت التنمر
وعن كيفية مواجهة التنمر في حياتها، وقد أصبحت لاعبة مميزة بعالم الرياضة، تقول مها: «واجهت التنمر بقوة ارادتي، واجهت التنمر بعدم السماح لاي انسان مهما كان بأن يقلل من عزيمتي في الحياة، وعاهدت نفسي على عدم الاستسلام الا لخالقي، واحببت الرياضة وثابرت حتى احقق الانجاز تلو الانجاز، وان يشار اليّ بالبطلة، وليست المعاقة كما كان سائدا، وكنت وما زلت افتخر بنفسي ولم اسمح لنفسي يوما ان اتأثر من اعاقتي ومن التنمر والمتنمرين».
 
البرلمان.. حلمي المقبل
وتشغل مها البرغوثي منصب امين عام اللجنة البارالمبية الاردنية، وقد اشارت الى تاثيرات جائحة كورونا في العمل الرياضي ليس في الاردن وحسب وانما في العالم اجمع، لكنها لم تتوقف عن العمل الا في الحالات التي تدعو الى التقيد بالتدابير الوقائية، من اجل السلامة العامة. اما حلمها المستقبلي فهو ان تكون عضوة في مجلس النواب او الاعيان، وهي ساعية لتحقيق هذا الحلم.