سونا.. معهد لتدريس الموسيقى العربيَّة في إسطنبول

الصفحة الاخيرة 2021/11/02
...

 اسطنبول: وكالات 
 
رحلة لجوء السوريين من بلادهم لدول الجوار، لم تنقل أرواحهم ومشاعرهم فقط، بل نقلت معها فنونهم وآمالهم وأشجانهم، ليواصلوا البحث عن مواهبهم واستمرار ثقافتهم.
ويعرف عن سوريا بأنها مركز ثقافي مهم على صعيد العالم العربي، في الفنون والآداب والعلوم، وهو ما نقلوه معهم إلى تركيا بعد اللجوء، لتستمر هذه الثقافات في بلد الاغتراب.
ومعهد {سونا} للفنون بإسطنبول، أحد المراكز المهمة لتلاقي الفنانين وتنشئة المواهب الجديدة، اذ يواصل أساتذة المعهد تدريس الموسيقى العربية والفنون.
وتعتبر الفنون وسيلة للتواصل بين المجتمعات، وأسلوبا للتعبير عن المشاعر، وميدانا لتوثيق الأحداث، وكلها أسباب دعت السوريين للحفاظ على ثقافتهم وإظهارها للمجتمعات المستضيفة، مدير المعهد وليم دادا، من دمشق، قال: {جئت لتركيا عام 2013، وبالأساس أنا مدرس لغة عربية، وفكرة تأسيس المعهد جاءت من تجربة شخصية مع طلاب سوريين بعد انقطاع بينهم وبين التعليم بداية}.
وأضاف المتحدث للأناضول: {كانت هناك فجوة وكانت ظروف اللجوء صعبة للطلاب والأهالي، بالعمل والالتزامات، وأحيانا هناك حاجة لأكثر من اللغة للاندماج}.
وأردف: {كنت أؤمن بأن الفن هو ملجأ للإنسان للتعبير عن الأحاسيس ولكل شيء سواء عبر الرسم أو الموسيقى، فهي تكون صديقا ورفيقا في الوحدة والغربة والانعزال عن المجتمع}.
واستطرد: {الفن بوجهة نظري هو واجهة للشعوب والحضارات والنوتة الموسيقية هي عند الجميع}.
وعن اكتشاف المواهب وإبرازها، قال دادا: {نحن كبشر أول رد فعل لنا عند الانفعال أن نمسك ورقة ونكتب عليها، أو إخراج إيقاعات موسيقية بالفطرة، والمعهد مؤسس من 4 سنوات والإقبال كبير لولا ظروف كورونا}.
وأردف: {كان ملجأ لي ولكثير من الطلاب الذين لديهم موهبة وبفضل الأساتذة في المعهد بالعمل على إخراج هذه المواهب للطلاب واللاجئين بعمل شيء لهم}.
وأوضح أن {المعهد يركز على الفنون الموسيقية والتشكيلية، والآلات الشرقية كالعود والبزق بأنواعها، وهي رابط بين الثقافتين (العربية والتركية)، بالإضافة للآلات الغربية البيانو والغيتار والفيولا}.
 
دادا تحدث عن نشاطات المعهد قائلا: {النشاطات هي لمختلف الفئات العمرية للصغار والكبار وحتى لدينا أعمار 40 عاما، وهناك  بعض الناس ترغب بالموسيقى وظروفها لم تكن تسمح لها بممارسة العزف والموسيقى أو تعلمها}.
وزاد: {لكن الوضع المادي بات مناسبا، فاندمجنا أكثر مع المجتمع فصار هناك إقبال أكبر على موضوع الموسيقى والطلاب كثر على مختلف الآلات} وأردف: {الموسيقى قادرة على إيصال رسالة لأي أحد، والعرب حضارتهم قريبة مع الأتراك وهناك عوامل مشتركة كثيرة}.
واستطرد: {أحيانا قد تكون الكلمة صعبة لإيصال الرسالة، فلجأنا للموسيقى كسوريين رغم ظروف الحرب، ولدينا حتى الآن مواهب كبيرة يمكن أن تبرز بالساحة الفنية ويكون لها شأن عظيم في المستقبل}.
مدرس آلة الغيتار رضا برهان من الزبداني بريف دمشق، قال عن تدريس المادة: {يعتمد التدريس على مناهج عالمية وندرس نظريا النوتة الموسيقية ونبدأ بالتدريج حسب المستويات الستة من الأولى حتى الاحتراف}.
وأضاف: {الكورسات المتبعة تأخذ قرابة سنة و4 أشهر وبالنهاية يكون لدينا عازف يمسك الغيتار ويمكن له عزف أي أغنية}.
وختم بالقول: {في تركيا وجدنا سهولة للحفاظ على الموسيقى وأرضا خصبة واستطعنا اكتشاف مواهب كثيرة لم نكن نعرفها بسوريا من ناحية إقبال الطلاب وشغفهم بالتعلم والتمسك بالتراث السوري}.
الطالب فرهاد عليو، من حلب، قال إنه جاء لتركيا عام 2013 ، مشيرا الى أن {الفن العربي مهم ويجب ألا يموت ويجب الاهتمام به، والفن التركي والعربي متقاربان من بعضهما البعض والفن يبقى فنا، والاهتمام ممتاز يتيح للأجنبي في تركيا الاندماج فنيا في البلاد}. 
أما شهد حمودة، من ريف دمشق فافادت ان {وجود معاهد فنية ساعد فئة الشباب من سوريا على تنمية مواهبهم وتعلم شيء جديد، وسهل عليهم الاندماج مع المجتمع التركي}.