«آبا».. ما سرّ الاستمراريَّة بعد عقود من الغياب؟

منصة 2021/11/06
...

 باريس: أ ف ب
صدر يوم الجمعة الفائت جديد لفرقة «آبا» السويدية هو الأول لها منذ 40 عاماً، بالتزامن مع طرح اسطوانة للمعنية ديانا روس تشكّل عودة لها بعد غياب 22 سنة، فماذا وراء هذا الاهتمام بمغنين باتوا سبعينيين؟
 
اختارت الفرقة السويدية الأسطورية التحضير بعناية لألبومها الجديد، مع إعلانها منذ الثاني من أيلول الفائت عن المجموعة الموسيقية الجديدة وعن عرض مستقبلي رقمي بتقنية هولوغرام.
وقد أثار نبأ عودة الفرقة الفائزة بمسابقة «يوروفيجن» سنة 1974 مع أغنية «ووترلو»، اهتماماً كبيراً حول العالم. وعشية طرح ثالث الأغنيات المنفردة في الألبوم بعنوان «جاست إيه نوشن» في 22 تشرين الأول، جمع وسم «آبا» 1,4 مليار مشاهدة عبر تيك توك (2,2 مليار هذا الأسبوع).
وعن سبب هذا الشغف المستمر بهذه الفرقة رغم تقدم أعضائها في السن، يقول كاتب السيرة الرسمي لـ»آبا» في البلدان الناطقة بالفرنسية جان ماري بوتييز لوكالة فرانس برس إن أعضاء الفرقة يعكسون «صورة الأيام السعيدة بعيدا من الهموم والملوّنة والفرحة المرتبطة بأغنياتهم وأزيائهم، ما يذكر بفترة سبعينات القرن العشرين المرتبطة في الذاكرة بنوع من الخفة التي فقدها العالم في العقد الفائت أو الحالي».
وأثار الإعلان عن الألبوم الجديد حماسة كثيرين، بينهم جون كاربنتر أحد أبرز مخرجي أفلام الرعب (بينها «هالوين» و»ذي ثينغ») الذي غرّد عبر تويتر في الثالث من أيلول «الأغنيات الجديدة تعكس روحية (آبا) بصورة صافية. لقد أعادوني مجددا إلى سن 28 عاما».
 
انتظار طويل
ولم يتبدد على مر السنوات تأثير الفرقة السويدية التي وصلت مبيعاتها إلى 400 مليون (بالأنساق كلها مجتمعة من أقراص مدمجة وشرائط كاسيت وفينيل ومبيعات الأغنيات المنفردة والألبومات على خدمات البث التدفقي.
وقال عضو الفرقة بيورن أولفايوس كاتب أغنيات شهيرة لـ»آبا» بينها «دانسينغ كوين» و»ماني ماني ماني»، في الثاني من أيلول الفائت «لا يجب الانتظار 40 سنة بين الألبوم والآخر».
وفي حالة ديانا روس صاحبة أغنيات ضاربة عابرة للزمن مثل «أبسايد داون» و»آيم كامينغ أوت»، كانت فترة الانتظار أقل بمرتين من «آبا». إذ يعود آخر ألبوم لها إلى 22 عاما («إيفري داي إيز إيه نيو داي» سنة 1999). وقد أصدرت المغنية سنة 2006 ألبوما بعنوان «آي لاف يو» لكنه ضمّ حصرا أغنيات معادة.
 
عودة الجدود والجدات
وتعود ديانا روس مع ألبوم بعنوان «ثانك يو» يتّسم بأغنيات راقصة أكثر من الأسطوانات التي سبقته (رغم وجود بعض الأغنيات الهادئة) وأقرب إلى العصر مقارنة مع ما رشح حتى الساعة عن ألبوم «آبا» الجديد.
وتعود هذه الحداثة، بعيدا من أجواء الحنين التي تطغى على أغنيات «آبا»، بلا شك إلى أحد منتجي أعمال روس، جاك أنتونوف. فهذا الأميركي معروف بذوقه الموسيقي الرفيع، وفي رصيده خصوصا ألبومان شهيران للانا ديل راي هما «نورمان فاكينغ روكويل» و»كيمترايلز أوفر ذي كانتري كلوب». وقالت ديانا روس عن الألبوم «أهدي أغنيات الحب هذه إلى جميع المستمعين. عندما تسمعون صوتي، أنتم تستمعون إلى قلبي». وخلافا للحملات الترويجية المكثفة التي تعتمدها الفرقة السويدية، اختارت نجمة الديسكو الترويج بهدوء لألبومها الجديد.
وهنا يسأل المتابعون: هل ستنجح ديانا روس في استعادة نجاحاتها السابقة؟ قد لا تكون المهمة سهلة للمغنية التي نجحت 43 من أغنياتها في تصدر سباقات الأغنيات، سواء في الغناء الانفرادي أو مع فرقة «ذي سوبريمز»، مع مبيعات إجمالية فاقت المئة مليون ألبوم.
ويقول جان ماري بوتييز «هي تعود في سن 77 عاما شأنها في ذلك شأن أعضاء فرقة آبا، هذه عودة الجدود والجدات لكن يبدو أنهم لا يزالون يتمتعون بقدرة جذب عالية».