بقلم مواطن

الباب المفتوح 2021/11/10
...

إن الظواهر الحضارية بمثابة  البصمات التي تميز الامم والشعوب عبر التاريخ، بعضها عن البعض الاخر، وتعد علامات المرور من الظواهر المميزة التي وصلتنا من بعض الأمم في العصر الحديث، بسبب التطور السريع في وسائل النقل، الامر الذي حتم ابتكارها ووجودها لتأمين انسيابية النقل من جهة، وسلامة السائقين والسابلة من جهة أخرى. 
وبالنسبة لمنطقتنا كان لبلدنا العراق قصب السبق في الفعاليات المرورية التي تحث على الالتزام بقوانين السير والمحافظة على النظام، فضلا عن التفاعل مع احداثيات الطرق ومقترحات المرور الآنية، في حين نعاني اليوم بشدة من غياب هذه العلامات او ندرتها، فضلا عن عدم استيعاب الطرق لاعداد السيارات المتزايدة بشكل سريع، ما اثر سلبا في الصورة الجمالية للعاصمة بغداد وشوارعها التي كانت تتميز بوجود خطوط العبور والعلامات الارشادية والكثير من اللمسات الفنية، على اننا لا نلغي الجهود التي تقوم بها بعض الدوائر مشكورة لتزيين العديد من الشوارع، لكنها تبدو خطوات خجولة لا تلبي طموح المواطن البغدادي الذي يتوق للمزيد من الخدمات والخصوصية.
 ويطمح المواطن بمنح عاصمة بلاده المزيد من الاهتمام والخصوصية، مستعيدا رمزيتها التاريخية وريادتها العالم لقرون طويلة، اذ كانت حاضرة العالم الاسلامي والعلمي، يوم كانت عاصمة لدولة حكمت ثلثي العالم المأهول.
المؤلم أن هذه المدينة ذات التاريخ العريق، باتت اليوم مثل عجوز منهكة تفتقر للكثير من الأمور، ومع بساطة بعض هذه الامور التي تستطيع حتى منظمات المجتمع المدني او الفرق التطوعية توفيرها، إلا اننا لا نجدها في الواقع او نجد من يعمل على تحقيقها، وعلى سبيل المثال لا الحصر (خطوط عبور المشاة البيضاء) التي كانت تزين شوارعنا فيما ما مضى، والتي اتمنى أن نراها مجددا أمام مداخل المؤسسات الرسمية والجامعات، على اعتبار أن هذه التجمعات هي الاولى بتطبيق النظام والعمل بالارشادات المرورية مثل العبور من الاماكن المخصصة او استخدام مجسرات المشاة.
من هنا ادعو منظمات المجتمع المدني وفرق العمل التطوعي باعتبارها طاقات داعمة للدولة، الى العمل والتنسيق مع دوائر المرور لاعادة تلوين شوارعنا بخطوط العبور البيضاء ونشر العلامات الارشادية لقوانين المرور.
وليكن انطلاق هذا العمل من امام بوابة الجامعة المستنصرية، كبداية للنهوض من جديد بعاصمتنا الحبيبة وجعلها اجمل مما كانت.
الدكتور عبد الرضا البهادلي