وكأننا نجتر المشكلات نفسها في كل عام، ونكرر مشهدا ملته اسر التلاميذ المطالبين بتوفير مناهج مدرسية.
هذا ما تلقته الكثير من أسر التلاميذ من بعض ادارات المدارس، واخبارها بعجزها عن توفير كتب مدرسية لاولادها، لذا عليهم شراؤها من الاسواق والمكتبات!.
من يقرأ هذا الخبر يظن انه صادر عن بعض مدارس افغانستان الفقيرة، وقد لا يخطر على باله انه في العراق الذي كان في يوم من الايام يجهز عددا من الدول العربية بمناهجها المدرسية.
وتساءل العديد من اولياء امور التلاميذ عن السبب الذي يقف وراء عدم تمكن وزارة التربية من توفير مناهج مدرسية لاولادهم؟، ولماذا عليهم دفع الاموال التي هم بحاجة ماسة لها من اجل توفيرها، مع ان هذا واجب الدولة التي تعمل وفق نظام مجانية التعليم!.
الغريب أن الوزارة وعلى حد علمنا قد تعاقدت لطبع الكثير من المناهج لمختلف المراحل الدراسية، فهل السبب الذي يحول دون وصولها الى ادارات المدارس هو الفساد؟ ام ان الكميات المطبوعة غير كافية بسبب نقص الاموال؟، ام السبب غياب التخطيط وجهل الوزارة بالاعداد الحقيقية للتلاميذ والطلبة في العراق؟.
والاغرب من هذا كله، هو كيف تتوفر الكتب المدرسية في الاسواق وتغيب عن مخازن المدارس؟، هذا ما على اجهزة الدولة الرقابية متابعته ومحاسبة المسؤولين عنه، والقضية جدا بسيطة، فما عليها سوى سؤال البائع عن مصادر تلك الكتب وستصل الى الرأس الفاسد الذي يسرب هذه الكتب المسروقة من بين ايدي
ابنائنا.