لعبة الحياة

الرياضة 2021/11/10
...

علي حنون
اليوم هو الخميس، ويقينا لن يكون كباقي الأيام بالنسبة لكرة القدم العراقية.. يوم، إما سَتُرفع فيه رايات الظفر وتلهج الألسن بمفردات الشكر والثناء لمن بالعطاء جاد، وبالأداء صال وبالنتيجة الايجابية جاء ليُرسم معها ابتسامة فرح على شفاه أضناها الانتظار و(صادرت) المُعاناة غبطتها مرارا وتكرارا، وإما ستنزوي فيه البهجة بعيدا راكنة مُحملة بـ(الهم) وما يُرافقه من حزن وألم..جميعنا على موعد مساء اليوم مع مُواجهة استثنائية تجمع أسودنا بـ(نسور قاسيون) على منصة غاية في الأهمية، تجري فيها مباراة هي بمقام (لعبة الحياة).. وبعيدا عن هذا التفكير المُؤطر بالمفهوم المجازي، فان واقع الحال يُؤكد لنا أن المقابلة هي مواجهة إثبات وجود وهي بكل تفاصيلها تعكس إرهاصات ماض وتجليات حاضر ونتائج لمستقبل ستتضح ملامحه.
أسودنا على موعد بعد ساعات، سَتُمسي مع مرور الوقت سويعات ومن ثم دقائق مع لقاء أما يأخذنا الى (مُنازلة) كوريا الجنوبية بطموح جديد مدادُه الرغبة في تحقيق الفوز ومُواصلة مشوار الفرجة (المُتأخرة)، وأما لا سمح الله يكتب لنا تعثر كبير في زمن كثرت فيه حواجز الإخفاق.. وبلا ريب، فإننا وجماهيرنا ومن يعنيهم شأن منظومتنا الكروية، لم نكن ننتظر أو نتمنى أن يبلغ أسودنا هذه المرتبة المُحبطة، وكانت رؤانا في أسوأ توقع تذهب باتجاه نيل الترتيب الثالث بدرجة كبيرة وبالتالي كسب إحدى بطاقات المُلحق، لكن يبدو أن حال كرتنا الوطنية لم يكن على ما يرام وما نجنيه اليوم، هو غرس عمل فاشل لم يكن مُنتظرا، فمن يزرع سوء التخطيط، ويتغذى على الصراعات، يقينا سيحصد ثمارا غير صالحة ونتائج سلبية.
وأكثر ما يعنينا في هذه الفاصلة الاستثنائية، أن يُوفق منتخبنا الوطني أمام سوريا وأن يقفز لاعبونا بحرصهم وتفانيهم، على واقعهم وهذه خصلة خبرناها فيهم في عديد المُناسبات السابقة، لاسيما وأنهم يَعون جيدا أن الجماهير لم تقف في المحطات الماضية بالضد منهم كأسماء وإنما وجهت أصابع اللوم نظير أدائهم المُتعثر، الذي أوصلنا لمحطة الألم هذه، وهم (أي اللاعبين) يعلمون كذلك أن الجميع يَقف مُؤازرا لهم، داعما لبذلهم يحمل كل مُتابع بينهم فؤاده بين كفيه مُتسمرا أمام شاشات التلفاز ومنصات التواصل منتظرا ما يُعيد دقات قلبه الى السرعة الطبيعية ويُدخل الطمأنينة الى نفسه، وهي غاية ننتظر تحققها في مباراة الدوحة، التي بعد لفظ دقائقها سنكون أو لا نكون..المهمة ليست باليسيرة لأنها لا تعتمد فقط على الجانب الفني، وإنما سيُعادلها في الكفة الأخرى العامل النفسي، خاصة وان لاعبي منتخبنا سَيُولجونها بتفكير (مُشتت) يحمل بين طياته ثقل المسؤولية ورغبة إصابة الانتصار، لذلك ليس علينا كشركاء معنويين، إلا توجيه الرسائل الايجابية، الى لاعبينا الأبطال، الذين يتصدون لمهمة وطن، لنُثبت لمن يعتقد غير ما فينا أن الانتقاد يأتي من اجل التقويم وإصابة النتائج الايجابية، وانه عندما يحين الموعد، فان الأقلام تجف وتُصادر ذاتيا، الكلمات السلبية وتُرفع الأيدي مُعضّدة.