محمد عبد الصمد: الغناءُ تحولَ من الألحان الكبيرة إلى {الطقطوقة»

الصفحة الاخيرة 2019/03/09
...

بغداد / سامر المشعل 
طرح نفسه على الساحة الغنائية كمطرب وملحن في تسعينيات القرن الماضي، واستطاع ان يصيب النجاح في عدة اغاني قدمها، لكنه لم يتواصل مع جمهوره العراقي، فغادر في العام 1997 متوارياً عن انظار السلطة الى المغرب العربي، كي يتنفس الحرية، التي كان يفتقدها.
ظل الفنان محمد عبد الصمد يواصل فنه في المغرب ويحيي الحفلات ويشارك في المهرجانات، حتى صار له جمهور ومتابعون لفنه من المغاربة والعرب.. بعد غياب اثنين وعشرين عاماً، عاد الفنان محمد عبد الصمد الى العراق واجرت “ الصباح” لقاء معه ليتحدث عن رحلة الغياب والعودة وما بينهما.
يقول الفنان محمد عبد الصمد عندما شعرت ان الفن قدري ولا استطيع العيش من دونه دخلت الى معهد الفنون الجميلة وتخصصت بآلة العود، كي أصقل موهبتي بالدراسة الاكاديمية وتخرجت في العام 1988، ويرى من الضروري أن يتحصن الفنان بالعلم والمعرفة الموسيقية.
ثم بدأت محاولات الفنان محمد عبد الصمد في التلحين والغناء، وعن تلك الفترة يقول”عادة ماتكون للبدايات طعم المغامرة والفرح والذكريات التي لاتمحى من المخيلة، فكانت أول أغنية لي بعنوان”ابد غيرك ما هويت”.. ثم قدمت أغنية “لاتخليني” التي حققت نجاحاً طيباً آنذاك واخذ المستمعون يطلبونها، وهذا اعطاني الحافز لاقدم المزيد من الاغاني، فجاءت اغنيات “غلطة صارت”، وأغنية “امر بيك”، واغنية “حاولت ابتعد عنك”.. وغيرها من الاغاني.
للفنان محمد عبد الصمد اسلوبه الخاص في الغناء والتلحين فهو يمزج المفردة العراقية بالموسيقى الغربية بطريقة تعبير حداثوية، وعن ذلك يقول “استفدت من دراستي للموسيقى الغربية والشرقية وتوظيفها لخدمة الاغنية العراقية من خلال ادخال العديد من الآلات الموسيقية مثل الدرامز والكيتار والكنترباص والجلو.. واستخدام الاجهزة والتقنيات الحديثة لتمنح الجملة الموسيقية الثراء والتنوع، ليكون هناك معادل جمالي بين الكلام والموسيقى، لان ذائقتنا العراقية تشكلت على الاهتمام بالكلام قبل الموسيقى.
يلفت عبد الصمد الى ان الغناء تحول من القصائد والالحان الكبيرة ذات المقدمات الموسيقية الطويلة الى
 “الطقطوقة”.
غادر عبد الصمد العراق العام 1997 الى المغرب واستطاع ان ينشر الغناء العراقي هناك عبر مشاركته بالعديد من المهرجانات مثل مهرجان “موازين”، و “اغادير”، و “اسايس” وغيرها.
ويؤكد عبد الصمد ان الاغنية العراقية مؤثرة جداً في المستمع العربي، عموماً والمستمع المغربي على نحو خاص، و”اقول بكل ثقة ان الاغنية العراقية الان تغزو الساحة العربية، والجمهور المغربي يحترم الفن والتراث العراقي، بل ويعد الفنان الراحل ناظم الغزالي جزءاً من تراثه
 الوطني”.
وعن جديده قال “انتهيت من تسجيل البوم غنائي كامل واستعد لتصوير احد اغانيه وهي أغنية “ شنو هل الحظ”، وخص “الصباح” بخبر اقدامه على تجربة غنائية جديدة تمزج بين الغناء العراقي والغناء المغربي، وفق اسلوب الراي المنتشر في المغرب والجزائر.
وفي ختام حديثنا مع الفنان محمد عبد الصمد، اشار الى ضرورة الاهتمام بالفنان العراقي، الذي يراه مميزاً على مستوى العالم، وذا قيمة فنية كبيرة والفنان الذي يرحل لايعوض.