في لحظةٍ في السّوادِ الجميل
وفي شهرِ كانونَ ، في صفحةٍ في المجلّةِ ..
في مصرَ ، في القاهرةْ
يبوحُ جميلُ بحبّ بُثينةَ ..
ينشُرُ بيتًا من الشّعرِ ..
لا ، لا أبوحُ بحبّ بُثينةَ ..
قالَ النّحاةُ :
وكرّرَ (لا) كيْ يؤكّدَ باللفظِ نفيَ الجواب ،
وأنّى لهمْ لغةُ الحُبّ كيْ يَعلمُوا ..
يا جميلُ ، بسَهْوكَ !! ..
أنّى لهمْ ، يا جميلُ ،
لكيْ يدركوا أنّ نَفيكَ للبوحِ ..
سَهوٌ جميلُ
وهلْ يعلمُ النّحوُ ..
عِشقَ المحبّينَ في الزّمنِ المنكرِ !!،
وهلْ يعلمُ النّحوُ ..
أنّ بُثينةَ مبتدأٌ واجبُ العشقِ في اللغةِ الشّاعِرةْ !!.
وقالَ الرواةُ مِنَ النّاقدينَ :
وإنّ جميلاً لأحْمَقُ !!! ..
يَجهَرُ بالحُبّ ، وهْوَ يُريدُ الخَفاءْ !
وقالوا : لقد غلبَ الحُبّ اسمَ جميل ،
فصارَ جميلُ بُثينةْ
وهلْ يعلمُ النّقدُ ..
أنّ القصيدةَ بوحٌ من الألمِ الأحمرِ!!! ،
وهلْ يعلمُ النّقدُ ..
أنّ القصيدةَ في نبعِها المُتدفّقِ من ذاتِها ..
هِيَ بَثنةُ ، أو هيَ ريتا
ومحمودُ يعشقُ ريتا
كما أنتَ تعشقُ قارئةً في السّوادِ الجميل.
وفي النّصّ أيضًا يقولُ جميل :
نَسِيتُ المواثيقَ والعَهدَ ..
إنّي أحبّ بثينَ إلى آخرِ الدّهرِ ..
إنّ الزّمانَ سيبقى لنا ..
لغةً شاسعةْ ،
وإنّي أحبّ بثينَ إلى آخرِ الشّعرِ ..
والشّعرُ ، ما زال يُنشدُ في الكوفةِ العاشقةْ.
وما زلتُ طفلاً ،
يشاهدُني اللهُ ألعبُ في ساحةِ المدرسةْ
يقولُ جميلُ ،
وما زلتُ طفلاً ،
يعلّمُني اللهُ شَكلَ الكتابةِ في بابلَ السّافِرةْ
ومحمودُ درويشُ يعلمُ أنّا ..
صغيرانِ ، طفلانِ ..
كلٌّ على عشقهِ في زمانينِ متّحدينِ ...
وأنتِ تحبّينَ محمودَ درويشَ مثلي
تحبّين صَوتَ القصيدةِ ينسابُ مرتجِفا ..
ـ هلْ كَبِرنا معًا ؟
قالَ محمودُ :
لا ، لا زمانَ سوى العشقِ يكبَرُ في بابلَ السّاحرةْ
هُوَ الشّعرُ سيّدتي ، خُبزُنا المُنتقى ..
شاعرٌ عاشقٌ يُعلنُ الحُبّ ..
والرّيحُ صاخبةً تخنُقُ الأفقا ..
لا نهايةَ لي ، لا بداية َ لي ..
وبُثينةُ لي ..
لي غدٌ آمنٌ في السّوادِ الجميل؛
لأنّي عَشِقتُ رغيفًا مِنَ الخبزِ ..
ينضجُ في يَدكِ الطّيبةْ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لشهرتها؛ لا تحتاج التضمينات من محمود درويش إلى إشارة!!
26 ـ 30، كانون الثاني ، 2019
بابل