مهاجمون في خبر كان

الرياضة 2021/12/05
...

كاظم الطائي

حل الجدب على كرتنا ولم تعد طوابير المهاجمين تنتظر دورها في اقتناص فرصة لاثبات قدراتها التهديفية مع منتخباتنا الوطنية، منذ أن رحل آخر فرسانها الكابتن يونس محمود قبل سنوات، وغاب التوفيق عن غيره لغاية اليوم في احتلال من يشغل مركزه بجدارة واستحقاق، وبقي الشارع الرياضي يندب حظ اللعبة العاثر ازاء التراجع الخطير في الاداء وطرق الشباك، واصبح الفوز عصيا لم نشم عطره منذ 9 مباريات، تجرعنا الخسارة مرات وتعادلنا كثيرا في التصفيات المونديالية ومباراتي كأس العرب الحالية . أين المشكلة يا ترى ومن المقصر فيها، المدربون أم اللاعبون أم الاندية، ام ان هناك جناة آخرون سببوا العقم التهديفي، وانحسرت المواهب ولم تعد منتخباتنا الوطنية بحماستها المعهودة وتعدد اوراقها الفنية الصديقة للشباك وصناعة اللعب ؟ .
في السبعينيات ضمت تشكيلة منتخبنا كتيبة مقاتلة يتقدمهم عبد كاظم ودكلص عزيز وصاحب خزعل وشدراك يوسف ورياض نوري وثامر يوسف وعمو يوسف وصلاح عبيد، واستدعى الاسكتلندي داني ماكلنن العديد من نجوم كرتنا لخليجي الدوحة بنسختها الرابعة في العام 1976، ولعب لخط الهجوم علي كاظم الذي سجل 8 اهداف في 7 مباريات، وحل احمد صبحي وكاظم وعل وعلي حسين محمود الى جانب فلاح حسن وعبد الاله عبد الواحد وهادي احمد وعلاء احمد وعادل خضير وصباح عبد الجليل وحساني علوان في منطقة العمليات، وعزز المدافعون مجبل فرطوس وحسن فرحان ورحيم كريم ومحمد طبرة، والبقية خطط الملاك الفني.
اهداف بالجملة في البطولات وصراع ساخن لاعتلاء منصات الهدافين، واسماء عاشقة للتسجيل في مرمى المنتخبات تواصلت لغاية سنوات قريبة، لكن الامر اختلف اليوم وفقدت كرتنا خاصية النجوم الاكثر طرقا للشباك، وباتت الاهداف في خبر كان واشبه بالحلم للاعبينا، وهم بلا مهارات الامس ولا اسلحة التهديف من تسديدات لا ترد وضربات رأس من مسافات بعيدة، واجتياز المنافسين برهاوة، وركلات ثابتة مشرعة للتسجيل، وثنائيات تربك اصلد جدار دفاعي .
ابحثوا معي في سجلات البطولات التي شاركت فيها منتخباتنا على مختلف تسمياتها ومنها الوطنية منذ الستينيات لغاية 2007، ستجدون لاعبينا في قمة ترتيب الهدافين برصيد جيد من الاهداف، وتغير الحال منذ سنوات، ولابد من رسم مناهج قادرة على احتضان المواهب واعدادها بسن صغيرة تحت اشراف خبراء، فضلا عن دور الاندية في ارساء قاعدة الانطلاق في الفئات العمرية، وتشجيع الكفاءات التهديفية، وصناعة اللعب بشكل سليم، من اجل مستقبل كرتنا، أليس كذلك؟.