2022 في عيون العراقيين

ريبورتاج 2021/12/29
...

  سرور العلي 
تتجدد أمنيات وتوقعات الجميع مع نهاية كل عام، وبداية سنة جديدة، إذ تبدأ التوقعات التي ستحدث على جميع المستويات، الاجتماعية، والعاطفية، والاقتصادية، والسياسية، فيقول الموظف حسام محمود: «نأمل أن تتشكل حكومة أغلبية وطنية، وأن يدير البلاد أناس وطنيون»، أما الحاجة أم حسين فقالت مبتسمة: «أتمنى أن ينعم العراقيون بالأمن والسلام، وأن يكون عامنا الجديد مليئاً بالسعادة والخير».
 
حقوق وأمنيات
ولعلنا في العراق لا نفرق بين الحقوق والأمنيات، إذ بيّن التربوي حسين علي: «من حقوقنا أن تكون لدينا مدارس وشوارع جميلة، وحدائق عامة، واستقرار في جميع المجالات، هذه الحقوق نرددها على أنها أمنيات نتمنى تحقيقها، لكن في عامنا الجديد المقبل نتمنى حقاً أن تكون لدينا حكومة تضع نصب أعينها تحقيق جزء من أمنيات الشعب العراقي المحب للخير والسلام، وأن تنتهي كل مظاهر العنف في هذا البلد، وأن تكون بغداد مدينة السلام في المنطقة، وأمنيات أغلب العراقيين  وطنية». 
الموظف الحكومي طارق البياتي أكد: «تمر سنة ونحن نتمنى أن تكون أفضل، وربما تكون أفضل، وربما أسوأ لا نعرف، المهم أن شيئاً جيداً عسى أن يتحقق، أمنيات  نحبسها أو نؤجلها، لنطلقها ليلة رأس السنة، متأملين أن تصبح حقيقة، سنة جديدة وأيام جديدة، نأمل أن تكون علينا سعيدة، ونتمنى أن تمحو هذه السنة ما حصل في السنوات التي قبلها». 
التدريسية في جامعة بغداد د. ناز السندي أوضحت: «أتمنى أن تتحقق أمنية كل شخص لم تتحقق في الأعوام السابقة، والجانب النفسي مهم جدا، لنجعل روح التفاؤل دائما لدينا، نفسياً سنشعر أن هناك أملا، وهذا سيجعلنا نفكر كيف نحقق أهدافنا، ولا داعي لليأس، ولا التفكير في ما مضى، ولا أن نفكر لم لا تتحقق أهدافنا وآمالنا، فاذاً انتهى كل شيء، بل على العكس هناك خير في ما لم يتحقق، وأتمنى للجميع سنة سعيدة، وأن نتخلص من الفيروسات والأمراض، وأن نتمتع بصحة جيدة». 
 
تفاؤل وفرح
د. يحيى حسين زامل بيّن «بصفتي باحثاً في الانثروبولوجيا فقد اطلعت على العديد من الممارسات والسلوكيات الغريبة في المجتمعات لمعرفة المستقبل، لا سيما التوقعات والأماني التي يتأملها الانسان في بداية العام، أو في الشروع في قضية مصيرية في الحرب والسلم، واستعمل الانسان الكثير من الطرق الغيبية ولهذا كان يسمى (الكاهن) والاسم يأتي من التكهن، وكذلك هناك (الشامان) وهو الوسيط والطبيب والمعالج بين الإنسان والأرواح والطبيعة في المجتمعات البدائية، وفي العصر الحديث يأتي المنجمون وقراء الطالع والفلك، وكل هذه محاولات من قبل الإنسان لكشف الغيب للحصول على الخير والسعادة، وتجنب الأشياء السيئة،  وبالمناسبة إن العديد من هؤلاء متفائلون بهذا العام، وانه عام خير على الأرض ومن فيها». 
وتابع زامل «ونحن بدورنا نتأمل في هذا العام كل خير وسعادة لبلدنا الذي يحتاج الى جهود أبنائه في التخطيط والاعداد والتنمية، لمجتمع يطمح أن يكون في مصاف المجتمعات المتطورة والمتقدمة، وأمنياتنا بعراق خال من الارهاب والفساد، وحل معضلة الكهرباء، وتحقيق حلم العراقيين في ايجاد سكن مناسب لهم بعيدا عن العشوائيات والتجاوزات».
رئيس تحرير مجلة «أصدقائي» للأطفال فواز الصفار اتمنى أن ينفتح العراق على العالم اجمع، ويعيش حالة من الانتعاش الثقافي والفني والفكري والحضاري، ويعود الى ساحة الابداع بقوة، ويأمل في العام المقبل أن يبذل الجميع جهدهم ليستعيد العراق مكانته العربية والعالمية، وليتربع من جديد على عرش الحضارة التي كان أول من صنعها، وعلى الصعيد الشخصي تمنى أن يحقق مشروعه الجديد دار الصفار للنشر والطباعة والاعلام نجاحاً في مشواره الذي يهدف الى بناء جيل مثقف وواعٍ. 
 
توقعات
سنة المواجهة بين الكبار هو العنوان الأكثر قرباً ربما لهذه السنة، بحسب الباحث الفلكي علي البكري، الذي قال: «مع نهاية ظاهرة النسق التي اتسمت بظهور وباء كورونا، سيكون عالمنا المقبل عالم الفيروسات المصنعة، اذ يبقى كورونا وريث ظاهرة النسق، الذي سيلقي بظل ثقيل عالمياً خلال الأشهر الأولى من السنة، وسيتم إغلاق العديد من الدول، والبداية قد تكون من أوروبا، اذ يشكل أمر البحث عن لقاح جديد، حلقة مفرغة لعدم اكتشاف خفايا هذا الوباء حتى هذه اللحظة».وأكد البكري «وهناك أزمة اقتصادية عالمية مقبلة، بسبب الصراع الأميركي الأوروبي مع الصين، التي ستعاني من أزمة طاقة، وارتفاع أسعار النفط ما قد يفاقم أسعار الشحن، والمواد المصدرة من الصين إلى العالم، وهذا ما ينبئ بارتفاع الأسعار، أنها حرب حتى الانهيار مع التنين الصيني، ويبدو ذلك واضحاً بعد النصف الثاني من السنة، إذ تبدو لغة الصراع واضحة مع نوايا اتفاق لاحق، روسي صيني قد يصدم الحلف الغربي، وبداية التلويح بعملة جديدة قد تكون القوة المنافسة للدولار، وستكون سنة التقلبات، والرحيل لزعامات في عالم السياسة والدين، وأخيراً فوضى الطبيعة، وتقلباتها الشديدة، اذ الفيضانات، والبراكين، والأعاصير التي لا وقت محدداً لها».أما في ما يخص أحوال العراق فبيّن البكري ذلك بقوله: «في العراق لا يوجد اتفاق سياسي قريب في الأفق، وعدم وضوح الرؤية هو الأكثر سيطرة على الجانب السياسي، إذ يستمر تدوير الحل بين الفرقاء السياسيين، وتشكيل الحكومة سيختلف عما مضى، رغم عدم الاتفاق بين رؤساء الكتل، وبمرور الوقت تبرز شخصيات لها نفوذ سياسي تؤثر في  المشهد السياسي ايجابياً، وربما في الثلث الأول من السنة، اما اقتصادياً فالوضع سيكون أفضل إذ يستمر التحسن الاقتصادي تدريجياً، لا سيما مع النصف الأول من السنة، وخارجياً يبدو العراق أكثر نشاطاً على صعيد العلاقات الخارجية مع لعب دور الوسيط بين دول متخاصمة، ومحاربة الفساد ستكون الأكبر، وسقوط الكثير من المتورطين بالفساد داخلياً وخارجياً، وعودة بعض من الأموال المنهوبة، ومع الربع الأخير سيشهد العراق دخول شركات كبرى للاستثمار
والإعمار».