2022 آمــــالٌ لحيـــاة مشــرِقــــة

ريبورتاج 2021/12/29
...

  مصطفى منير
تختلف الآمال والأماني والأحلام والتطلعات لدى العراقيين في مطلع كل عام جديد، بحسب درجة الثقافة والوعي والبيئة والأسرة، فمنهم من يتمنى الوظيفة أو التعليم أو كسب المال ومنهم من يتأمل ويطمح خيراً له ولوطنه، اما غيداء طارق ذات الـ14 ربيعاً فلها قصة مختلفة فهي فقدت النطق والسمع منذ الصغر، لكن هذا لم يكن حاجزاً لها في الإفصاح عن مشاعرها وآمالها وأمنياتها لأنها ما زالت تعشق الحياة وتبعث الأمل من خلال لوحاتها التي ترسمها، والكثير من الفنانين التشكيليين أشادوا بأعمالها وبراعتها في استخدام اللون و فكرة اللوحة، وعند حواري مع أخيها أحمد الذي نطق بأجمل ما يصفها قائلاً: «منذ الصغر ونحن سعداء بغيداء المثابرة فهي تمتلك موهبة التحدي».
 
 
 وحين طرحت سؤالي عن آمالها في السنة المقبلة، قال أحمد: «عندما يسألها أحد عن أمنيتها تنظر غيداء إلى السماء لتوصل رسالة مفادها بأنها تطمح وتأمل بأن تكون فنانة تشكيلية
عالمية». 
 
أفكار إصلاحية
بعد اعوامٍ مرت على العراقيين خبأت بين طياتها أزمات عصفت بهم، متمثلة بالأوبئة والأمراض والفقر والحروب وفقدان الأمن، وهكذا تسرد الباحثة النفسية إيناس هادي سعدون مضيفة: «يستقبل العراقيون عامهم الجديد بنوع من الأمنيات البسيطة، وهم على عتبة سنة 2022 يتطلعون إلى تحقيق مطالب التغيير والإصلاح ودعوات بالسلام لحياة اكثر أمناً واستقرارا من خلال تشكيل حكومة قوية قادرة على النهوض بواقعهم، تتحقق فيها شروط التنمية المستدامة بإنهاء المعاناة والتطلع نحو السعادة المجتمعية».
لافتة إلى أن آمالهم شملت دعوات باستمرار تنفيذ الأفكار الإصلاحية من خلال مواجهة الانتهاكات وتطهير النفوس وتقديم تعويضات مادية ومعنوية وإجراء إصلاحاتٍ مؤسسية اتساقاً مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان لبلوغ مرحلة التعافي بعد فتراتٍ من الحروب والقمع السياسي، سائلين المولى عز وجل تحسين أوضاعهم وبلوغ مطامحهم.
 
آمال مجتمعيَّة
لبنى البكر المختصة بالتنمية البشرية والاستشارات النفسية تحدثت لـ «الصباح» فقالت: «أتمنى أن يتم تأسيس وزارة الإنسان وهي وزارة تأهيل للفرد العراقي تتصل بكل الوزارات الاخرى، وهي بمثابة صناعة إنسان خالٍ من البرمجة متحرر ومبدع وقيادي والقيادة بمعناها الحقيقي اي الاكثر تأثيراً»، وعند طرح سؤالي لها عن خطط وأهداف هذه الوزارة الافتراضية أجابت قائلة: هي أن نخاطب ونؤهل الانسان بطرق واعية لنحرره من الصدمات والصور والأحداث التي مرت عليه، ما أدى لخلق أزمات تتكرر بسبب ما تحمله الذاكرة، وهي تعيد ذلك بنظام تسلسل ثلاثي يعيد لنا المآسي والنكبات نفسها ليبقى الفرد مقيداً بسلاسل البرمجة ولا حل سوى طرق المخاطبة
والحوار».
واختتمت حديثها بالقول: «لو تم تأسيس وزارة الإنسان لأصبحنا أكثر اطمئناناً على حقوقنا وعلى عقولنا لنتمكن من التفكير بإيجابية أكثر، وهذا كل ما اتمناه في السنة المقبلة».
 
شعب متفائل
ويذهب الدكتور قاسم الكناني المختص في العلوم التربوية والنفسية إلى القول بأن: «آمال المواطنين لا تتعدى أكثر من توفير الاحتياجات الأساسية للحياة من أمن واستقرار، فضلاً عن خدمات الكهرباء والماء والسكن الملائم والتعليم الجيد والخدمات الصحية بأسعار مناسبة، لكن هذه الاحتياجات عند البعض أصبحت مثل الأماني التي من الصعب تحقيقها على المدى القريب نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة لدى بعض أفراد المجتمع، فضلاً عن الصراعات والأزمات السابقة التي مر بها العراقيون».
 
بدون كمامات
وفي الخصوص نفسه تقول الصحفية زهراء الساعدي: «مع بداية كل عام ميلادي جديد يتطلع العراقيون الى تغير الأوضاع العامة نحو الافضل، ورغم المآسي والأحزان التي تنهال على الشعب العراقي باستمرار إلا أن هناك دائماً بصيص أمل يلوح بالأفق، والشعب العراقي بطبيعته متفائل ويحب الحياة، لذلك تكون أكبر أماني العراقيين هي أن يحظوا بالأمن والاستقرار بعيدا عن الفوضى والحروب».
مستدركة حديثها: «تضاف الى ذلك أمنية اخرى جديدة وهي أن ينتهي فيروس كورونا الذي أصاب كل العالم بما فيه العراق، وما رافقه من تعطيل للحياة العامة وكساد في الاقتصاد، وتعطيل السفر، وغيرها من الأمور التي ادت الى تضييق الحياة على الانسان بشكل عام، لذلك نرجو من الله تعالى أن ينتهي هذا الفيروس بانتهاء هذا العام، وأن يكون العام الجديد (عاماً من دون كمامات)، ويسعد به العراقيون وتعود الحياة الى طبيعتها».
قوانين وأنظمة
الكاتبة والإذاعية نور اللامي تحدثت لنا بشأن آمالها في الجانب الفني والثقافي قائلة: 
«ما اتمناه في السنة المقبلة هو أن ينعم الواقع الثقافي والفني بالتطور والازدهار اكثر، فاليوم نشاهد توافد الكثير من النجوم العرب للعراق لرفد الحركة الثقافية، ما يدعونا للاهتمام بهذا
الجانب. 
وأتمنى أن يتم تطوير القوانين والأنظمة الإعلامية والثقافية لدعم هذه الحركة وردع المتطفلين والدخلاء، وارجو أن يكون العام المقبل خالياً من البرامج المسيئة للعراق وأن نتمكن من نشر الصورة الايجابية للفرد العراقي محلياً وعالمياً». 
 
انطلاقة جديدة
ويرى الصحفي امير النعيمي أن: «بداية كل عام جديد هي بداية لفرص جديدة، وانطلاقة نحو تحقيق أهداف أكبر من سابقاتها، ومع قرب حلول 2022 نأمل أن تفتح صفحة بيضاء، وأول ما يخط فيها هو تشكيل الحكومة العراقية وانهاء التجاذبات السياسية، واستتباب الأمن في ربوع وطننا الحبيب، ومحاربة الفساد والقضاء عليه، كما نأمل أن يكون عاماً مختلفاً، يشهد نهضة العراق في مختلف الجوانب».