سجاد كركوك ونساء حائكات

ريبورتاج 2022/01/04
...

 نهضة علي 
ينتجُ معمل السجاد اليدوي في كركوك لوحات جدارية منسوجة وسجاداتِ الصلاة من الصوف والحرير بصورة دقيقة، تجسد خبرة عاملاته في الحياكة، ويتميز انتاجه ببصمات تقتبس من التراث العراقي، بينما زجت منظمة المرأة القيادية خلال مشروع المساحة الآمنة للنساء عددا من العاملات لترفدهن بالأيدي العاملة وتسهم في توفير الدخل لهن.
 
تراثٌ عراقي
وبحسب مدير المعمل السابق جلال كريم الذي أكد لـ(الصباح) أن صناعة السجاد اليدوي هي صناعة لاحياء التراث العراقي والمحافظة عليه، فالسجاد اليدوي العراقي يعد من الدرجة الاولى في الاسواق العالمية، وذكرت بعض الروايات أن الآشوريين أول من عرف صناعة السجاد اليدوي وهي صناعة ليست بالربحية، وإن أهم شيء فيها هو التفنن في الحياكة. مضيفا أن هناك تنافسا من قبل المنتوجات الصناعية من دول الجوار جعلت الصناعة اليدوية قليلة الطلب، بسبب ارتفاع اسعارها اسوة بالصناعي. إن ارتفاع أسعار السجاد اليدوي هو الذي قلل الطلب عليه، لكن الاغلب لايعرف قيمته، فهو ذو عمر طويل وكل ما تمر عليه السنوات يظهر وكأنه محاك حديثا، مقارنة بالصناعي الذي يستهلك مع الزمن.
اما مدير مصنع السجاد اليدوي مهند غالب فقد اكد {أن كلفة اليدوي أعلى من الميكانيكي نسبة الى المستوى المعيشي، وهو ما أدى الى عدم انتاج السجاد اليدوي والاقتصار على الجداريات، وإن الصناعة الميكانيكية لديهم تضاهي الاجنبي لو توفر الانتاج، ولكن بسبب قلة الدعم وبناء على الطلب 
في التسويق لا يوجد منتج ميكانيكي}.
 
نسج وحياكة
السيدة دنيس محمد مشرفة السيطرة في المعمل أكدت لـ {الصباح} أن المعمل من المعامل القديمة التابعة للشركة العامة للصناعات النسيجية، إحدى مؤسسات وزارة الصناعة، يتواصل الانتاج فيه وحسب الطلبية في السوق، وينحصر انتاجه الحالي بحياكة سجادات الصلاة والجداريات حسب الطول والعرض المطلوب (القياس المطلوب)، وأعيد العمل على وتيرته بعد أن شهد توقفا او انحسارا أثناء ظهور جائحة كورونا لعدم تواجد الطلب في السوق، وعاد العمل فيه وفق الخطة الانتاجية من 
الوزارة. 
وبيّنت أن نوعية المنتج من المعمل اليدوي تتميز بالدقة والاتقان، نتيجة لخبرة الحائكات اللواتي يتقن عملهن، كونهن يعملن فيه منذ سنوات طويلة، وعادة ما تستخدم خيوط الحرير والصوف والتي يزودون بها من الفرع الرئيس 
للشركة. 
 المنتج الاول وهو الجداريات التي تمثل بصماتها رموزا ودلائل وطنية وتراثية، وتعد بطول وعرض مختلف حسب الطلب، وعادة ما تكون البصمة التي ايضا يزودون بها من بغداد، وأصبحت متوفرة لديهم تمثل القيثارة الذهبية وآثار بابل ورموزاً للحضارة السومرية ومسلة حمورابي وبغداديات قديمة ومناظر طبيعية بألوان زاهية. وأشارت الى أنها تنسج من خيوط الحرير، ويكون العمل على خطوات بوضع الخيوط الاولية على الماكنة ذات الاطوال اعلى واسفل ويسمى السدة، ثم تبدأ الحائكة بالحاشية والوسط وحتى الاكمال، حيث تطلب الجداريات محليا 
ومن الخارج.
 
تنظيم
 بدورها أكدت العاملة منى وهي من موظفات المعمل القديمات، أن اغلب عملهن سجادة الصلاة او المصلاية والذي يطلب بشكل عالٍ في السوق وبسعر مناسب، والتي يتم تجديد الطول بمتر او اكثر قليلا والعرض 300 سم او 400 سم، وهي بذات الخطوات في الحياكة، وتستخدم فيها خيوط بالوان مختلفة، وإن اكمال القطعة الواحدة يتوقف على مهارة الحائكة، وايضا يتطلب اتقانا وتركيزا، وأكثر الأحيان خمسة عشر يوم، وهي المدة الاعلى لاكمال الحياكة. 
وأضافت بأنهن المشرفات بدورهن ينظمن ساعات العمل، اي من الساعة الثامنة صباحا حتى الحادية عشرة، ويتم تحديد عدد الأسطر التي تكملها العاملة. 
 
تشغيلُ أيدٍ عاملة
السيدة دنيس عادت لتأكد لـ {الصباح} أن معهد المرأة القيادية مشروع مركز لمساحة الآمنة للنساء في كركوك وضمن عمله بتوفير فرص العمل للنساء وتدريبهن مقابل راتب شهري، فقد زجت للعمل في المعمل تقريبا 20 امرأة ممن يبحثن عن فرصة عمل او يعانين من شظف العيش لاجل التدريب والعمل مقابل راتب من المنظمة المذكورة، ويأتي ذلك من أجل سد النقص في الأيدي العاملة، فضلا عن أن الدوام كان خمسين بالمئة ولاجل التعويض، المتدربات أغلبهن اكتسبن الخبرة خلال عملهن في الحياكة، وقد تثبَّت البعض منهن على ملاك المعمل في حالة طلب حاجة الى أيدٍ عاملة، وكانت خطوة ايجابية من المنظمة من أجل تشغيل واعادة بث روح العمل وتوفير مصدر 
دخل للنساء، وهو ما يساعد على الاستقرار الأسري لهن وسد الحاجة الاقتصادية.