الجفاف في شرق دجلة.. الواقع والمعالجات

ريبورتاج 2022/01/17
...

 مهدي جاسم حسون المعاوي
 
إن الأراضي والمدن والقصبات والقرى، التي تمتد في شرق نهر دجلة، ابتداء من قضاء مخمور في محافظة اربيل شمال العراق ومرورا في محافظة كركوك وقضاء الطوز التابع لمحافظة صلاح الدين وكامل محافظة ديالى، واستمرارا الى محافظة واسط تعاني من نقص الموارد المائية لأسباب مناخية وسياسية من دول الجوار المائية، وتواجه بوادر جفاف قاس لا تحمد عقباه على الزرع والضرع والسكان، إن لم تتخذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة المشكلة، بحيث تؤمن موارد مياه توفر الاحتياجات الأساسية لهذه المناطق.
واقع المياه
ويجري نهر ديالى في محافظة ديالى وفي محافظة السليمانية مع روافده ويستمر في الجريان ليصب في نهر دجلة جنوب بغداد.
اذ أقيمت عدة مشاريع ري على نهر ديالى وروافده ومنها سد دربندخان في السليمانية، سد حمرين في محافظة ديالى، وسد الوند على رافد الوند قرب خانقين، وهذه سدود خزنية بسعات متفاوتة بين المتوسطة والصغيرة. كما أقيمت سدة الصدور التنظيمية شمال قضاء المقدادية لتنظيم توزيع المياه بعد مغادرتها بحيرة سد حمرين.
كما أقيمت سدود صغيرة مثل سد مندلي على وادي حوران وسد قزانية على وادي مويلح وهذان السدان يقعان قرب الحدود الايرانية.
اما في قضاء الطوز فلا توجد اي سدود في هذا القضاء، ماعدا سد العظيم الواقع بين محافظتي صلاح الدين وديالى، الذي يجمع فيه مياه وديان الطوز، طاووق، خاصة ووادي النفط القادم من قضاء الحويجة.
في محافظة كركوك تحتوي على سد دبس التحويلي جنوب شرقي التون كوبري، والذي يحول جزءا من المياه من الزاب الاسفل الى قناة ري كركوك، التي تصل الى مدينة طوز خورماتو، ويصب مهرب هذه القناة المياه الفائضة الى وادي الطوز، كما تحتوي هذه المحافظة على بعض السدود الصغيرة في بعض الوديان.
فضلا عن محافظة اربيل التي لا توجد منشآت ري على نهر الزاب الاعلى، الذي يجري ضمن محافظة اربيل ويصب في نهر دجلة ولا تعترض مياهه الا سدة سامراء، التي تحول المياه الفائضة الى بحيرة الثرثار.
كان مخططا انشاء سد بخمة شمال المحافظة عند التقاء رافد راوندوز مع الزاب في قرية كورز، الا أن تنفيذ هذا المشروع قد توقف.
 
معالجة طارئة
بما ان محافظة ديالى هي المحافظة المتضررة بشكل أساسي للزراعة الصيفية والشتوية والبساتين ومياه الشرب للسكان. لذا فإن الحل الطارئ القابل للتنفيذ يمكن ان يحدث بفتح المسار من وادي الطوز الى قناة جنجال القائمة فعلا (المخطط) والتي تصب في وادي جنجال غرب مدينة امرلي. ثم تجتاز المياه طريق كركوك- بغداد عند جسر السرحة لتصب في وادي نارين، الذي يعد أحد روافد بحيرة حمرين. 
ويتم ذلك بجهد بسيط قد لا يتعدى اشتغال عدة مكائن لعدة ايام لعمل سدة مؤقتة داخل وادي طوز من المواد المتيسرة في الوادي، وفتح مدخل قناة جنجال عند ضفة الوادي الجنوبية، وعند الاحتياج الى مياه اكثر يمكن تعزيزها من خلال مهرب قناة ري كركوك على الضفة المقابلة من الوادي.
وبذلك نؤمن بحدود 20 م3 من المياه وهي كمية تسد الرمق في وقت الشح، خصوصا موسم الصيف المقبل ولا نبقى معلقين الآمال على موسم الامطار التي قد تهطل او لا تهطل.
 
حلولٌّ دائميَّة
ومن الحلول انشاء قناة بطول 70 كم من الزاب الاعلى (المخطط) لتصب مقدمة دبس وبسعة (50- 60)م3، ومن خلال بحيرة السد يمكن التحكم في زيادة تتصاريف قناة ري كركوك لتغذي قناة جنجال وحسب ماورد في المعالجة الطارئة.
إنَّ تكاليف المعالجة الطارئة لاتتجاوز مصاريف ايفاد مسؤول في الدولة مع زملائه لمدة اربعة ايام خارج العراق.
والمعالجة الدائمة تحتاج الى دراسة تتضمن حفر القناة وتبطينها، وقد تحتاج الى جسر للطريق الواصل بين اربيل ومخمور وناظم صدر عند نهر دجلة جنوب اسكي كلك شمال الكوير.
 وهذه القناة سوف تكون مفيدة بطبيعة الحال لإنعاش الاراضي في قضاء مخمور، اضافة الى تعزيز بحيرة سد دبس.
ولو كنا أكثر طموحا لانشاء قناة من مقدم ناظم الصدور باتجاه الكوت، ليصب في هور الشويجة، حيث إن الطبيعة الطوبوغرافية لهذا المسار تساعد على انسياب المياه في هذا الاتجاه وليكون مهربا ايام الفيضان.
إنَّ متابعة تنفيذ هذه المقترحات ستكون ذات فائدة عظيمة على السكان والزراعة والبيئة وخلاص المنطقة من الجفاف والتصحر والهجرة، وتؤثر ايجابا حتى في الاستقرار الامني.