ابراهيم هلال العبودي
تفاجأ الطالب مصطفى حسن منصور في قسم الإعلام باحدى الجامعات، عندما سمع من زملائه أنهم يتلقون محاضرات مجانية ضمن مشروع أسسه «أكاديميون» وقد تبلورت فكرته من خلال (زكاة العلم نشره)، فالمشروع يهدف إلى تطوير مهارات ذوي الدخل المحدود من الشباب في مجال الإعلام، اضافة إلى رفع المستوى التعليمي والثقافي في هذا المجال.وارتكز المشروع على طاقم تدريسي يمثل خيرة وصفوة الأكاديميين من مختلف الجامعات، وذلك لدعم شريحة الشباب وتطوير امكانياتهم لتحقيق ما يصبون اليه.
أحد مؤسسي المشروع الدكتور كاظم عيدان الفرطوسي الموظف في وزارة الشباب والرياضة والمحاضر في كليتي الإمامين الصادق والكاظم (ع)، اوضح لـ «الصباح» أن هدف المشروع هو تقديم كل ما نملك من معلومة مجانية في أي مكان من بلدنا الحبيب سواء في العاصمة او باقي المحافظات لتحقيق أحلام بعض الشباب، مشيراً إلى أن عملية اطلاق المشروع بدأت من خلال التواصل الاجتماعي، فكان هناك تفاعل وتوافد بأعداد جيدة من خلال الصفحة الخاصة بالفريق من قبل الشباب.
مجاناً
وأضاف «إن هدف المشروع تطوير من لم يسعفهم واقعهم الاقتصادي والاجتماعي لدخول أقسام الإعلام في الكليات، او حتى مراكز التدريب المنتشرة في بغداد، وذلك لارتفاع رسوم الاشتراك فيها، ولهذا كانت خدمتنا «مجانية» لهذه الشريحة، وعملنا على أن تكون الدورات قريبة من مناطق سكناهم»، منوهاً بأن برامج الدورات تم تقسيمها بشكل يومي ولمدة اسبوع ليتسنى لنا ضم أعداد كبيرة من المشتركين، لتكن هناك فائدة بطرح المعلومة.
وتابع الفرطوسي «كانت للعنصر النسوي مشاركة فعالة في دورات تخص (أساسيات الإعلام)، مثل فن كتابة الخبر واعداد وتقديم البرامج وفن الصوت والالقاء وفن التصوير الصحفي، والتوعية بكيفية التصدي للابتزاز الالكتروني، كاشفاً عن اتفاق مستقبلي مع الجامعة المستنصرية وكلية التربية الرياضية لإقامة دورات مشابهة لهذا المشروع، يتضمن أساسيات الإعلام الرياضي وفن التعليق».
وأكد أن هذا المشروع يضم خيرة الأكاديميين، ومنهم الدكتور علي فاخر الدراجي، والدكتور اياد البلداوي (تدريسي) والاستاذ ابراهيم اللامي.
واجب وطني
وأعرب الدكتور اياد البلداوي عن أمله بتوسع نطاق هذا المشروع في المناطق المستهدفة بنشاطاتنا ليشمل بقية العاصمة بغداد ويمتد إلى كل محافظاتنا العزيزة، موضحاً أن اقامة مثل هذه الدورات تأتي ضمن الواجب الوطني والأخلاقي في دعم شريحة الشباب وتطوير مهاراتهم وقدراتهم الاعلامية في المناطق الشعبية التي نفتخر بالانتماء لها ونستشعر أهمية رد جزء من الدين لها.
خلق إعلامي
وبالعودة إلى مصطفى حسن منصور الطالب في قسم الإعلام، المرحلة الرابعة، اشاد بالدورات التي يقيمها «أكاديميون» بعد أن شارك فيها، مبيناً أن الجانب النظري في هذه الدورة اسهم بفهم كيفية التعلم وتقديم خبر وتقرير واعداد وتقديم البرامج وكذلك الصوت واللفظ الصحيح وما يؤثر فيها.
واضاف «إن المشاركة مكنتني من التعرف على التقنيات المؤثرة في المجال الاعلامي والتدريب و الممارسة الفعلية المتنوعة بالتقييم وتوضيح جوانب القوة والضعف، واصفاً الدورة بـ (الرائعة) لأنها فتحت لي أفقاً وحققت لي المزيد من المهارات والقدرات».
وتحدث طالب آخر في قسم الإعلام وهو سيف الدين صلاح الدراجي عن مشاركته في دورات «اكاديميين»، «إن المشروع جاء في خضم الثورة الاعلامية التي يشهدها العراق والعالم في ظل التطور الالكتروني السريع، والتواصل القريب في نقل الخبر والمعلومة بالصوت والصورة، مؤكداً أن رسالة هذا المشروع تتضمن خلقاً إعلامياً متسلحاً بالأدوات اللازمة لإنجاح مهمته».
وذكر الدراجي أن الشهر الأخير من العام الماضي شهد إقامة دورة إعلامية في مدينة الصدر في قاعة رابطة (حسيني أنا) وضمت أكثر من ثلاثين مشاركاً، وتضمنت دروساً نظرية وعملية في الصحافة والاذاعة والتلفزيون، مسترسلاً «ان الأساتذة (المحاضرين) بذلوا جهداً في ايصال المعلومة بشكل يسير وبطريقة أكاديمية، وفي ختام الدورة اقيمت اختبارات تم من خلالها تقييم الطلبة ومنحهم الدرجات والشهادات التقديرية التي يستحقها كل منهم.
أما الطالب احمد محمد فاضل، فبدأ حديثه بأن «الدورة مكنتنا من تقليل الرهبة والارتباك امام الكاميرا، واسهمت بتقوية أساليب التقديم واعداد البرامج التلفزيونية، وكتابة التقارير التلفزيونية، اما المشتركان مرتضى احمد وميثاق هادي، فقد أكدا أن نمط تفكيرهما تغير خلال هذه الدورة، وأصبحت لديهم معلومات حول أساسيات الإعلام، التي لم تكن لهم فرصة بالتعرف عليها او التطرق لها.