بكتيريا تلتهم التلوث وتنتج الكهرباء

الصفحة الاخيرة 2019/03/12
...

جوش غاباتيس/عن صحيفة الاندبندنت 
ترجمة / انيس الصفار                                            
 

أمكن لأول مرة الامساك بكائنات صغيرة قادرة على "التهام" المواد الملوثة وتوليد الكهرباء اثناء العملية. وقد اضطر العلماء الى السير مسافات طويلة في اعماق المتنزه الوطني المعروف باسم "يلوستون" من اجل عزل واستخلاص هذه البكتيريا التي تكيفت للعيش في ينابيع المياه الساخنة ونافثات البخار التي يمكن ان تصل درجة حرارة مياهها الى اكثر من 90 درجة مئوية.هذه الكائنات المجهرية، "الكهربية"، استهدفت دون سواها بسبب قدرتها على انتاج الطاقة التي يأمل الخبراء ان يصبح بالامكان تطويعها مستقبلاً لاستخدامها في تشغيل الاجهزة.يقول عبد الرحمن محمد، وهو طالب يسعى لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة واشنطن، ويرأس فريق البحث: "هذه هي أول مرة يمكن فيها العمل على هذه البكتيريا وهي في بيئاتها المتطرفة، مثل ينابيع المياه القلوية الساخنة."زرع فريق العلماء اقطاباً كهربائية في الماء في اربعة ينابيع ساخنة وتركوها هناك لمدة شهر لكي تستوطنها البكتيريا.يقول الدكتور "هالوك بينال" المشرف على الدراسة: "الظروف الطبيعية السائدة في المواقع الجيوحرارية، مثل الينابيع الساخنة، تصعب محاكاتها مختبرياً، لذلك طورنا ستراتيجية جديدة لتكثير البكتيريا المحبة للحرارة وهي في بيئتها

 الطبيعية."
بعض هذه البكتيريا المنتجة للكهرباء لديها القدرة على تحويل الملوثات السامة الى مواد أقل ضرراً، وعند فعلها ذلك تطرح الالكترونات المارّة عبر اجسامها لدى هضم الغذاء الى الخارج على المعادن والفلزات باستخدام تكوينات شبيهة بالشعر تبرز من اجسامها وتمتد كالاسلاك. ينتج عن ذلك سيل من الكهرباء في عملية كفوءة يمكن تصور استخدامها في الاجهزة التي تتطلب مقادير واطئة من الطاقة الكهربائية.