مبادرةٌ شبابيةٌ لتعليم الأطفال في محطة قطار قديمة

الصفحة الاخيرة 2019/03/12
...

بغداد/ سرور العلي
اطلق شابٌ عراقيٌ حاصلٌ على شهادة البكالوريوس في القانون مبادرةً خاصةً لإنقاذ أطفال منطقته "حي الجوادين" ببغداد من الضياع ولمعالجة هروبهم المتكرر من مدارسهم بمواصلة تعليمهم في عربات محطة قطار قديمة. وبكثير من الحماس يتحدث الشاب احمد نديم عن مبادرته قائلا:
"طبيعة المنطقة التي اسكنها بسيطة، وأغلب سكانها من العائلات الفقيرة ذات الدخل المحدود، وقد أحببت مساعدة  أطفال المنطقة عن طريق تدريسهم وتعليمهم، وتحفيزهم بمحاضرات في التنمية البشرية عندما لاحظت في الآونة الأخيرة هروب معظمهم من المدارس".  ويضيف الشاب الحالم وهو يتطلع مبتسما لمجموعة الأطفال من حوله:
"حين اسألهم لماذا تتركون المدرسة؟ يجيب أغلبهم: نحن نكره المدرسة لأسباب كثيرة من بينها صعوبة فهمنا للدروس، وللأسئلة العسيرة التي لا تناسب مستوى تدريسنا، وعدم قدرتنا على الانخراط في الدروس الخصوصية، او التسجيل في مدارس أهلية". لم تمنع الصعوبات التي واجهت نديم من إلقاء دروسه ومحاضراته التنموية للأطفال، والتي شملت مادة "الفيزياء" و"الكيمياء" و"الرياضيات" و"الأحياء" و"اللغة الإنجليزية"، ولجأ الى أحد الجوامع في منطقته بحثا عن مكان لالقاء محاضراته، وإلى دائرة الأمانة، لكن طلبه قوبل بالرفض، فانتهى به الحال في محطة قطارات قديمة بمنطقة "جكوك"، وبدأ مع تلاميذه بتنظيف بعض العربات المتروكة وجلب سبورة ومصابيح يحملونها معهم كل يوم لتلقي الدروس الأسبوعية، وبوجود آذان صاغية وصدور رحبة، فان مستواهم الدراسي آخذ بالتحسن. ويتابع نديم حديثه: "انعدام الجانب التشجيعي من قبل الأهالي سببٌ في هذه المشكلة، فهم يدفعونهم لترك التعليم في وقت مبكر من دون الخوف على مستقبلهم، وقد تحدثت الى هؤلاء الاطفال وحفزتهم، فعاد أغلبهم إلى إكمال تعليمه واجتياز امتحاناته بنجاح حتى تزايدت أعدادهم يوما بعد آخر، وبات البيت لا يكفي لاستيعابهم". يتمنى نديم الحصول على مكان، أو قاعة تحمي تلاميذه من البرد وتقيهم من حرارة الشمس للاستمرار بمبادرته الإنسانية، ويطالب بمراقبة المدارس، والإطلاع على طرق التعليم، والحد من المدارس الأهلية والتدريس الخصوصي، وأداء الأمانة العلمية، وتغيير بعض المناهج التي لا تتناسب مع أعمار التلاميذ.