ساتياجيت راي احتفى بنساء الهند القويات

الصفحة الاخيرة 2019/03/12
...

متابعة وتحرير/ سينما 
أفلام المخرج الهندي ساتياجيت راي (1921 - 1992) بسيطة ولكنها قوية، وعلى الرغم من محليتها، إلا انها تجاوزت الحدود الجغرافية واللغوية. كانت المرأة التي تم تصويرها في أفلامه مفصّلة ومتعددة الأوجه في كل من المناطق الريفية والحضرية، وهي ليست تابعة للرجل انما تشاركه الحياة، وهذا بالضبط موضوع تقرير طريف نشره موقع "مجموعة سياحة العالم"، عدد فيه 7 أفلام تظهر فيها المرأة قوية ونداً للرجل، هي:
 " المدينة الكبرى" (1963) 
استناداً إلى قصة قصيرة كتبها نارندراناث ميترا، يحكي الفيلم قصة زوجة عاملة من الطبقة الوسطى في عائلة بنغالية من كولكاتا، رصد فيه راي بشكل واقعي التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في الحياة الحضرية من خلال ربة بيت تتحول الى زوجة عاملة لتتقاسم عبء عائلتها، حيث يناضل الزوج والزوجة جاهدين للتصالح مع حياتهما الجديدة.  
 
"ديفي" (1960)  
استناداً إلى قصة قصيرة من قبل بروفاتكومار موكوبادهياي، يصنع راي فيلمه في منطقة البنغال الريفية التي تعود للقرن التاسع عشر، اذ يتم الترحيب بيوم داياموي البالغة من العمر 17 عاماً وإعلانها كإلهة من قبل والد زوجها، فهو يتحدث عن المعتقدات الدينية والأساطير الشائعة التي تعمل بالمصادفة الساذجة، وتنكشف حتى تنهار الاعتقادات الراسخة في القرية، وهو ثاني فيلم يجمع راي مع الممثلة الهندية -والدة سيف علي خان- شارميلا طاغور.
  
  "ثلاث فتيات" (1961)
مجموعة من ثلاثة أفلام قصيرة مستندة على قصص رابندراناث طاغور، تصور ثلاث فتيات مختلفات، ونفسية معقدة للمراهقات، اذ يهتم مدير مكتب بريد بفتاة يتيمة شابة تدعى راتان (تشاندانا بانيرجي)، تعمل كخادمة في بيت مدير القرية، ومحاولة مدير مكتب البريد الجديد في تعليمها القراءة والكتابة، فيما تحدثت القصة الثانية عن امرأة متزوجة تشعر بالملل   في قصر كبير، فتجد الرفقة في القطع المتلألئة من مجوهراتها، وتحكي القصة الثالثة يوميات فتاة تطارد السناجب ثم تحولات جسدها كمراهقة متمردة لينتهي بها الامر الى امرأة عاشقة.     
 
 "الزوجة الوحيدة" (1964) 
استناداً إلى رواية نوفيلا ناستانير للمؤلف البنغالي رابندراناث طاغور، يروي الفيلم قصة ربة منزل وحيدة اسمها تشارو (لعبت بشكل رائع من قبل مهابي موخرجي)، التي تعيش حياة ملتبسة نتيجة سلوك زوج مدمن، ثم التغير التي يطرأ عليها بوصول ابن عم زوجها، الذي يوقظ حياتها الجنسية وطموحاتها، جسد المخرج محنة شارلاتا والمناطق الرمادية من مشاعرها العاطفية القوية من عدم الرضا في الزواج وارتباك العلاقات، بواقعية وتشويق. 
 
 "الوطن والعالم"(1948)
تمّ اقتباس الفيلم من نفس عنوان رواية الشاعر والكاتب الهندي طاغور، وتم تصويره على خلفية حركة سواديشي (مقاطعة البضائع الانكليزية)، وتقدم الشخصيات مثلثاً غرامياً أضلاعه: الوطن، الرغبة السرية، المرأة. ورؤوسه: المهراجا الإقطاعي نيكهيليش صاحب الثقافة الإنكليزية والليبرالية والإنسانية والعالمية، وبيمالا زوجة المهراجا العالقة بغرام صديقه سانديب المناضل "الوطني". 
 
 "أغنية من الطريق الصغير" (1955) 
 وهذا اول فيلم يخرجه راي، الذي يعد تأشيرة دخول هذا المخرج المختلف الى مهرجان كان السينمائي، يمثل الفيلم نقطة التحول في مسيرة راي، والبذرة الأولى للتجربة السينمائية الناضجة، من خلال تصوير مكابدات الانسان ووحدته في حالة الحزن الموجع بسبب الموت والكفاح المستمر اليومي من أجل الحياة، وصدى حقيقي للوجه الإنساني وللفقر في المناطق النائية، لذلك من الصعب الشعور بطعم الجمال الصرف دون أن تكدره المؤثرات السوداوية الأخرى.
  وقد وصفه الناقد الهندي تشيداناندا داس جوبتا بأنه: "الفيلم ميلاد حقيقي للسينما الهندية، وقد عرض في نيويورك وحاز على استحسان النقاد، أما في الهند فكان الجمهور منشغلاً بالويسكي وفقط قلة من متابعي الفيلم عرفوا حقيقته، وهناك من صرخ، غشنا الأوغاد كل هذا الوقت؛ هذه هي الأفلام الحقيقية ".
 
 "أيام وليال في الغابة"(1969)
لا أحد ينكر ان أفلام راي متقدمة على زمنه، وغالباً ما تخضع شخصياته من الذكور الى تحولات، فهم يقضون بعض الوقت بعيداً عن المدينة ويتعاملون مع الواقع الحضري والقبلي المتقارب بشكل جميل ومع النساء اللواتي لا يخشين من نشاطهن الجنسي الخاص ومنفتحات للحياة. 
 طرح المخرج قضايا المرأة بشكل دقيق، فهو لم يقدمها كأداة لتقديم الكراهية تجاه الرجال، أو لتقويض موقفها، انما ينحت شخصياته الانثوية للحفاظ على حقوق المرأة، ولكن ليس على حساب الرجال.