اكثر من نصف قرن قضاها سامي الربيعي، في اعداد وتقديم برامج الاطفال، منذ ان بدأ رحلته في تلفزيون وإذاعة العراق، العام 1957، وتعرف لاول مرة على الرائد الاذاعي عمو زكي، مواصلاً مشواره الى جانب رموز تلفزيونية امثال كامل الدباغ ومؤيد البدري وخيرية حبيب وسواهم. تنقل الربيعي بين الاعداد والاخراج، ففي العام 1963 قدم برنامج "شاشة الصغار" وفي الاذاعة شارك في تقديم برنامج "ملاعب الصغار" ليشارك بعدها فاروق عبد الحافظ، في تقديم "ركن الاطفال".
درس فن رسوم الاطفال وتحريك الدمى في المانيا، واسس بعد عودته قسماً للاطفال في تلفزيون العراق
، قائلاً بصوت يملؤه الحنين لايامه الماضية: "فترة الستينيات كان مبدعوها يخاطبون الطفل ويصنعون له عالماً خاصاً ويأخذون بيده لاكتشاف موهبته وتوعيته وتنمية الاصرار والتحدي داخله، فضلاً عما تحمله المجلات من حكايات ورسائل ثقافية
وتربوية".
مضيفاً: "الطفل اليوم بحاجة الى من يخاطبه من الفنانين الكبار بلغة يفهمها ويطبق معناها فقد كان نجوم التلفزيون يقدمون تلك البرامج ويصنعون متعة للاطفال، أمثال راسم الجميلي
، الذي قدم "انطوني درب خلي احجي" وقدمت الفنانة د. شذى سالم وبشرى عبد الحميد "الورشة" من اعدادي، فضلاً عن مشاركتي بصنع تايتل افلام منها "شايف خير"
و"الجابي".
وامتداداً لتجربته السابقة، الربيعي مشغول حالياً بخمسين شخصية كارتونية، تحاكي الطفل باسلوب يتماشى مع عصره
، مستخدماً التكنولوجيا في تغيير ادوار تلك الشخصيات والوانها واصواتها؛ لتعرض على المسرح، على شكل دمى متحركة، متمنياً من وزارة التربية والجهات المعنية.
ان تسوق مثل تلك البرامج وتجعلها جزءاً من يوميات الطفل.
ويذكر ان الفنان سامي الربيعي ولد بجانب الرصافة من بغداد عام 1941 وتخرج في معهد الفنون الجميلة عام1963، اصدر اول مجلة ملونة للاطفال باسم "الف ليلة" وشارك باقامة معارض للصغار، وله اسهامات ثقافية متنوعة في عالم
الطفولة.