محمد فتاح يلقي خطاب الجسد

ثقافة 2019/03/12
...

قحطان جاسم جواد
 
 
من يرى لوحات الفنان محمد فتاح يشعر بانسابية الوانها والمحيط الذي ترعرع فيه،ومدينته الضاجة بالحراك الفني والثقافي.كما يجد انسيابية تكويناته على سطح اللوحة بشكل اكثررهافة وبساطة في معالجة موضوعاته الروحانية المستمدة من الحياة.كما يلمس المتلقي تعدد الاتجاهات في تجربته المغلفة او المغرقة بالفانتازيا، حيث تتداخل فيها الخرافة مع الحياة وتتجاوز السرد الاسطوري في تقلبات احداثها ومفرداتها اليومية. ،على حد تعبير الناقد ناصر
 الربيعي .
وفي معرضه خطاب الجسد تنتعش ذاكرته وتسمو بخواص من مفردات وموجودات بيئته وتعزيزات محيطه وتشخيصاته العيانية،تلك التي تركت ظلالها كثيفة على حدود وعيه الجمالي .ودوال ميراث منجزه التشكيلي على نحو واثق ومميز.كما يشير الناقد حسن عبدالحميد.ونادرا ما تلمح وجودا لشخصين في مكلاك اعماله الضاجة بالحركة والتفاصيل المتداخلة والمتوزعة على اجساد فكراته بفق تلاحم وتاخي حاول فيها محمد فتاح فتح نوافذ اخرى بغية تطوير محتوى لوحاته وتحريك ابطاله في عوالم من تخيلات ما تركته فينا تلك الشخصيات والهيئات المستلة من بطون الملاحم 
والاساطير.                          
الفنان محمد فتاح اقامت له مؤسسة باليت معرضا شخصيا في قاعة الواسطي بدار الازياء وبحضور نوعي كبير. المعرض هو الـ 19 في مسيرة فتاح لكنه يختلف عن المعارض السابقة من خلال التحول في تقنيات العمل واستخدام الخامات والشكل مع الحفاظ على الاسلوب التعبيري والتجريدي احيانا. وهو دائم التغيير في اساليب الرسم لانه يؤمن ان الفنان يجب ان لايبقى متمسكا باسلوب معين، بل عليه مسايرة التطورات في العالم، لكن بشرط ان تبقى بصمته ثابتة لكي تكون ماركته المسجلة في العمل. وتتميز لوحاته في معرض خطاب الجسد باستخدام الاكليرك والخشب والكانفاس.لانها اصبحت الخامات الاساسية في العمل التشكيلي بعد ان غادر العالم الزيت،ومع ذلك يعلن فتاح انه سيعود يوما الى استخدام الزيت في لوحاته. وعرض لوحاته بحجم صغير وليس كما عهدناه باحجام كبيرة،لان موضوعاته حتمت عليه ذلك،لان القاعة التي عرض فيها لاتتحمل وجود لوحات باحجام كبير. وقد استخدم جميع الالوان في لوحاته لاسيما الاوكر والجوزي والالوان الغامقة،التي قد تعكس وضعا نفسيا مأزوما لدى الفنان،رغم انه لايؤمن بصحة هذا الرأي. كما لاتخلو لوحاته من الطبيعة والوانها الساحرة والاخاذة حاله كحال بقية التشكيليين الكرد لانه ترعرع وسط بيئة جميلة وملونة بالالوان الزاهية. ويستعد لعرض هذا المعرض في مكان اخر غير بغداد ربما يكون في اقليم كردستان او خارج العراق،او يتركها تقبع في مرسمه الذي يحتل طابقا من منزله لعدم وجود اقتناء للوحات لا في كردستان ولا في محافظات العراق الاخرى.وهذه مشكلة تواجه جميع الفنانين التشكيليين في العراق.ونلفت انتباه وزارة الثقافة كي تعود لشراء لوحات من كل معرض لوضعها في سفارتنا مثلا او اروقة الدوائر المهمة لتشجيع الفنان
 العراقي ودعمه..