مع موجة ارتفاع في أعدادها حالات الطلاق في الموصل هي الأغرب في البلاد

ريبورتاج 2022/02/06
...

 شروق ماهر 
مع نهاية عام 2021 ودخول عام 2022 سجلت محكمة الاحوال الشخصية بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى ارتفاعا كبيرا في اعداد حالات الطلاق مابين الزوجين، حالها كحال محاكم الاحوال الشخصية في باقي المحافظات العراقية، الا أن مدينة الموصل شهدت حالات طلاق شديدة الغرابة، لاسباب بسيطة أو غير منطقية، وانفصال مفاجئ بين ليلة وضحاها، قد تكون مضحكة للغاية، والأسوأ من ذلك كله هو انتشار تلك القصص على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة، لتنتشر تفاصيل المشكلة التي أدت الى الطلاق، مثيرة الجدل بين المستخدمين، فمنهم من يتعاطف مع الزوج ومنهم من يعتقد أن الزوجة مظلومة، وجدال لا ينتهي.
المحطة الاولى
كانت بداية جولتنا داخل محكمة الاحوال الشخصية في محافظة نينوى، اذ اخبرنا المحامي عادل ابراهيم عن ترفعه جلسة قضية طلاق كانت الأغرب من نوعها، حيث اقدم الزوج الموصلي (مروان احمد) على طلاق زوجته السيدة (أ، ف) لرفضها عمل وجبة الفطور له قبل خروجه الى العمل كالعادة في منزله، وتم رفع دعوى بهذا الصدد وانفصل الاثنان بعد محاولات عديدة لقاضي الاحوال الشخصية معهما بالصلح، الا أن السيد احمد أصرَّ على الانفصال، مخلفا وراءه مستقبلا لثلاثة اطفال كانوا هم ضحية هذا الطلاق، بالسبب الذي اعتبره البعض بالتافه.
 
قرار 315
ويضيف لنا المحامي ابراهيم ان " قرار 315 والمقر على تعاقد موظفين الأجور والخدمات مع الحكومة كان سببا رئيسا في رفع دعوى طلاق أحد الازواج، والتي ما زالت لم تحسم حتى اليوم، فقد أقدم السيد والموظف بصفة (اجور) في إحدى الدوائر الخدمية امير السبعاوي، ذو الثلاثين عاما على رفع دعوى طلاق من زوجته التي تعمل معه في دائرة خدمية أخرى، بسبب احتساب مبالغ الزوجية لها قبل ان يحتسب الزوج مبالغ الزوجية له، وذلك بسبب تأخر اداري صادر عن دائرته وهنا كانت المشكلة، حيث اقدم السبعاوي على رفع دعوى طلاق زوجته بسبب التجاوز والاستغلال لمبالغ الزوجية والبالغة (70) الف دينار عراقي".
هذا وسجلت محكمة الاحوال الشخصية بالموصل خلال الآونة الاخيرة حالات طلاق أكثر بكثير من السنوات الماضية في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ولأسباب مختلفة، مخلفة ضحايا كبيرة جدا من الأطفال، وأبرز هذه الاسباب كانت بسبب التواصل الاجتماعي الذي كان هو الابرز وراء هذه الطلاقات في المجتمع الموصلي.
 
منحوسة
وفي محاكم الوحدات الادارية في محافظة نينوى ابلغ المحامي عبد اللطيف البدراني مراسلة (الصباح) أن "محكمة قضاء تلكيف سجلت أغرب دعاوى الطلاق، حيث تم رفع دعوة طلاق ضد احدى السيدات لسبب غريب جدا ويثر الجدل والضحك وهو أن الزوج (س ،غ) اقدم على طلاق زوجته (أ، ف) بعد زواج لم يدم اكثر من شهرين بداعي أنها (امرأة حاقدة ومنحوسة) ولم ير الخير على وجها اطلاق منذ أن تزوجها لمدة (60) يوما ما دفعه للطلاق منها".
 
100 جلدة
وقفزت دعاوى الطلاق بين الازواج في محافظة نينوى، وخصوصا بعد تحرير مدينة الموصل من قبضة داعش، حيث اعتبرت السيدة الموصلية بانها خرجت الى النور وتحررت من كيد الرجال وظلمهم لها خلال السنوات التي عاشت من خوف وعبودية تعرضت له، بعيدا من جلدات الحسبة الداعشية، التي لم تنصف النساء مطلقا، اذ تقوم بجلد السيدات المطالبات بالطلاق قد تصل احيانا الى اكثر من 100 جلدة مع وصول الزوجة لمحكمة داعش الشرعية، ولذلك قفزت معدلات الطلاق هنا في هذه المحافظة إلى نسب خيالية، مما وصفها المجتمع الموصلي، ارتفاع غير منطقي قياساً إلى المحاكم العراقية في المحافظات الأخرى.
وبدورها أكدت لنا الباحثة الاجتماعية اخلاص الوتار في تصريح لـ(الصباح) "اننا لا نبالغ إن قلنا بأن بعض القصص التي سنذكرها يصعب تصديقها، كونها انهت علاقة زوجين بنيت على المودة والرحمة والعلاقة الحميمة، بسبب تجاوز السخافة بأشواطٍ وإصرار من قبل احدهم على ان يطلق الثاني، وللأسف هناك حالات لحسم دعاوى طلاق قد لم نذكرها لأنها الأردأ والأسخف من وجه نظر المجتمع، وانتهت بخرابٍ بيوتٍ ودمرت مستقبل الاطفال".
 
مشاركة
تردف الوتار "وقد تكون بعض أنواع هذه الطلاقات حجة للزواج من أجل الاقتران بزوجة ثانية او حبيبة كانت بانتظاره، فهنا يقوم الزوج بالاعتماد على ابسط وأتفه الحالات من اجل الخلاص من زوجته، والزوجة لها المثل نفسه وهنا تمَّ خراب البيوت لهذا السبب".
وتضيف "بان هناك اسبابا اخرى قد تؤدي للطلاق، أبرزها أن الزوج او الزوجة يدخل بينهما شخص أو طرف آخر، رغم زواجهما المبني على عدد كبير من الاطفال، وكذلك السكن المشترك مع الأسرة وزيادة عدد افرادها ما يؤدي الى حدوث مشكلات تصل ‏الى الطلاق، من غير أن ننسى سوء الأوضاع الاقتصادية التي تعد من أهم الأسباب". ‏
وفي سؤال للباحثة عن أغرب قصة شاهدتها خلال عملها كباحثة عن الطلاق حدثتنا قائلة "من ضمن الحوادث التي مرت بي، بأن الزوج وفي ليلة زفافه وبعد انتهاء حفلة الزواج وعودة المعزومين طلب من العروسة، التي اقترن بها وهي من أسرة معروفة، في غرفته الخاصة بان تتناول معه المشروب الروحي، وبعد ان أصرَّ الزوج على تناولها له بداعي تنفيذ اوامره او اتاحة المزاج له، رفضت الزوجة هذا الامر، ما أدى ذلك الى الانفصال".