آثار الوركاء.. مكسبٌ حضاريٌّ ينبغي استثماره بنجاح

ريبورتاج 2022/02/08
...

 احمد الفرطوسي
يعد العراق أو (بلاد وادي الرافدين أو ما بين النهرين) البلد، التي نشأت على أرضه أقدم الحضارات، وأعرقها منذ فجر التاريخ، ومنها: الحضارة السومرية والبابلية والآشورية والأكدية.  والوركاء تعد من أقدم وأكبر مدن العالم القديم، تقع على بعد 30 كم شرق مدينة السماوة، تبلغ مساحتها 9 كم2، بنيت في الألف الرابع قبل الميلاد، إلا أن هذا الموقع أصابه الكثير من الإهمال في الفترات السابقة، حاله حال جميع المواقع الأثرية في البلد، ولكن المحاولات الأخيرة من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد ووزارة الخارجية ووزارة السياحة والآثار
إضافة إلى جهود الحكومة المحلية في تقديم كل التسهيلات اللازمة، التي ساعدت على إدراجها على لائحة التراث العالمي عام 2016.
 
تعريف
وقالت مفتش آثار المثنى ايثار قاسم مشكور في حديث، للـ(الصباح): «يعدُّ إدراج موقع مدينة الوركاء التاريخي منتصف العام 2016 من قبل منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي، خطوةً مهمةً على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي»، وأضافت «من الناحية الفنية يترتب على هذا الإنجاز الكثير من الالتزامات من قبل المنظمة، منها: حماية الموقع والقيام بأعمال الصيانة لجميع مكونات الموقع ووضع الخطط اللازمة لإدارته مع الجهات ذات العلاقة، مع نصب لوحات تعريفية لتهيئته أمام الزائرين»، متابعة بالقول: «كما يترتب على هذا الانجاز، الحفاظ على الطابع التاريخي للموقع، واستئناف أعمال التنقيب، خصوصاً أن البعثة الألمانية قامت بأول عملية تنقيب في الموقع العام 1912، وإن نسبة التنقيب في الموقع بلغت 5 %».
تدريب
واضافت مشكور «أدعو الحكومة المحلية ووزارة الثقافة، للاستفادة قدر المستطاع من هذا الإنجاز التاريخي الكبير في تقديم صور حقيقية عن حضارة العراق القديم في المحافل الدولية». 
وبيّنت «كان للمعهد الألماني للآثار، الدور الكبير في تطوير الكوادر البشرية، إذ استطعنا من خلال هذا المعهد تدريب الكثير من كوادرنا البشرية في برلين على أفضل الطرق العلمية الحديثة للتعامل مع القطع الأثرية».
 
دعم
من جانبها قالت عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة المثنى خديجة وادي الجابري، لـ(الصباح): «نحن في مجلس النواب الجديد، سنقدم جميع أنواع الدعم المعنوي والفني، من خلال تسخير جميع الامكانيات المتاحة، لدعم ملف مدينة الوركاء الأثرية، وهي خطوة جيدة، ولها أهمية كبيرة بشكل عام والمحافظة بشكل خاص، وهي بالدرجة الأساس تساعد على حماية آثار المدينة».
وأضافت» يمتاز موقع الوركاء بأنه من المواقع التاريخية، الذي لم يتعرض إلى أي عمليات سلب ونهب». مبينةً «نحن نحتاج إلى تضافر الجهود من أجل دعم هذا الإنجاز منها: جهود إعلامية من قبل وسائل الإعلام الوطنية، وجهود من الخارجية العراقية، لدعم هذه الخطوة في المحافل الدولية، حتى يتعرف العالم أكثر على تاريخ وحضارة العراق».
 
إشراف
وأشارت إلى» أن انضمام الوركاء الى لائحة التراث العالمي وضعت الموقع الآثاري تحت إشراف المنظمة الدولية، وبالتالي حماية المكان وتأهيله، بالكامل من تحديد مسارات الحركة من قبل الزائرين، ونصب لوحات تعريفية، ونتطلع الى بناء فندق وقاعات ودور استراحة قريبة من المكان لاستقبال الزائرين».
بينما أعرب المواطن علي سعد، وهو من سكنة قضاء الوركاء، لـ(الصباح): «تعاني مدينة اوروك الاثرية من الاهمال، اذ ليس هناك طريق سالك ومعّبد بصورة صحيحة للوصول من مركز المحافظة الى اطراف الوركاء الاثرية، عاداً أن انضمام الوركاء الى لائحة التراث العالمي منذ عام 2016، سيساعد على جلب الزوار العراقيين والعرب والأجانب، وبالتالي تنشط السياحة»، مضيفاً «كما أن ذلك، سيوفر الكثير من فرص العمل لأبناء المحافظة».
 
موارد
وأوضح» أن الكثير من دول العالم، تعتمد على السياحة في مواردها الرئيسة، إذ إن السياحة تساعد في إدخال العملات الأجنبية إلى المحافظة، والسائح اليوم، كما يعرف الجميع، يحتاج إلى فنادق ومرافق صحية ومطاعم ومترجمين وهذه كلها فرص عمل، لأهالي
 المحافظة».