أقدم مقهى في أربيل .. مجكو.. قبلة المثقفين والفنانين والأدباء

ريبورتاج 2022/02/08
...

 خالد ابراهيم
يعد مقهى مجكو أحد أقدم المقاهي في مدينة اربيل، والذي يقع تحت قلعة اربيل التاريخية، حيث يعد صرحاً ثقافياً ضارباً في القدم والحضارة، وهو مكان لتجمع المثقفين والفنانين والادباء والشعراء، ومن كل الفئات العمرية، فالكل يجد ضالته في هذا المقهى لكونه واحدا من أهم الرموز التراثية للمدينة.
يقول محمد الشمري وهو رجل اعمال يزور مدينة اربيل وهو من اهالي بغداد ليحدثنا عن تجربة زيارته للمقهى قائلاً: كما تعلمون أن هذا المقهى له مقاهٍ مشابهة في بغداد، وكان رائجاً في الأزمان الماضية في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، ونحن من رواد المقاهي القديمة، ودائماً الناس ترتاد هذه الأماكن، خصوصاً في مناطق الشورجة والميدان وغيرها من الاماكن التراثية العريقة، ومقهى مجكو لتاريخه وعراقته يذكرني بهذه
المقاهي.
 فالانسان عندما يزور مقهى مجكو يقوم بأخذ قسط من الراحة واستذكار الماضي، وفي الحقيقة كان لدي عمل في سوق القيصرية او القلعة، وبحكم مكان المقهى وقربه من السوق وقلعة اربيل التاريخية، كان لا بد لي من زيارة المقهى والتعرف عليه عن كثب، واحتساء «استكان الشاي»، وعندما تزور المقهى وتجلس في أروقته تستشعر بأنه يعود بك الزمن الى الماضي، أو كما نحن نسميه جيل الطيبين، وحقيقة هذا اللقاء حرك المشاعر والأحاسيس ليعود بنا الى أزمان ماضية ونستذكر الماضي العريق ماضي الآباء والأجداد. 
 
تراث المدينة
 يعدُّ مقهى مجكو لوحة تراثية تتغنى به مدينة اربيل، ويزوره الناس من كل حدب وصوب، وحول هذا الموضوع اضاف الشمري قائلاً: انه مكان تراثي بحت، ويضم العديد من الصور التي يعود بك الى الماضي، الى جانب الاعتزاز بتعليق صور كل الأدباء والفنانين والشعراء على جدران المقهى، وهذا بالتاكيد هو اعتزاز واستذكار لكل الرموز والاعلام والذين سطعوا في مجال عملهم كل في مهنته وحسب اختصاصه ومجال عمله، واكثر ما يميز مجكو هي الرقعة الجغرافية التي يقع فيها المقهى، اذ يقع وسط مدينة اربيل اي مركز المدينة وامامك سوق القيصرية او سوق القلعة القديمة، وتجد في المقهى كل الفئات العمرية صغاراً وكباراً يقبلون على هذا المكان، وايضاً تقديم الشاي بنكتهه العراقية الاصيلة، وما لفت نطري الى هذا المقهى هو أن استحداث المقهى واعادة تأهيله هو حسب طرازات ونقوش تراثية تاريخية قديمة، ليبقى محافظاً على اصالته وتاريخه الحديث.
اما فتحي محمد وهو من رواد مقهى مجكو حدثنا عن تجربته قائلاً: يعدُّ مقهى مجكو من رموز مدينة اربيل ويرتبط بحضارة المدينة، فكل القدامى في مدينة اربيل تجدهم حتى الآن يرتادون المقهى وكل ما موجود فيه فهو يمثل تراث المدينة، واكثر رواد هذا المقهى هم من المثقفين والفنانين والادباء، وكل الناس الذين لديهم بصمة في مجال عملهم، وايضاً هو مكان للقاء اعضاء البرلمان عندما تكون لهم زيارات لمركز المدينة، ولا بد لنا ن نستذكر المحافظ السابق نوزاد هادي، الذي قام بإعادة ترميم وتأهيل المقهى حسب الطرز التراثية القديمة، وهناك العديد من المقاهي في كل مكان وكل المدن، ولكن مقهى مجكو له بصمة ودلالة تختلف عن باقي الاماكن، وأنا أشعر بارتياح كبير بمجرد دخولي المقهى، وأنا منذ سنوات عديدة ارتاد المقهى واشعر براحة نفسية، ودائماً يتجمع الأصدقاء والأحبة.
 
الأغاني التراثيَّة
وما يميز مقهى مجكو تجد دائماً هناك صدى للاغاني التراثية العريقة لكبار الفنانين الكرد، امثال حسن زيرك وطاهر توفيق وماملي وغيرهم من رموز الفن الكردي، الى جانب اغاني كبار الفنانين أمثال ياس خضر وكريم منصور واغاني عبد الحليم وام كلثوم.
وحول هذا الموضوع اضاف فتحي محمد قائلا: المقهى يقوم بتشغيل الاغاني التراثية القديمة، ونحن بحكم أعمارنا وجيلنا تستهوينا الاغاني القديمة، فنحن نستمع لحسن زيرك وياس خضر، وتجد كل الفئات العمرية تستمع الى هذه الاغاني، كونها تحمل من العراقة والاصالة الشيء الكثير، الى جانب الموسيقى واللحن الجميل، وما يميز المقهى ايضاً فيه اماكن للأسر لشرب الشاي، وكذلك السياح من الخارج والداخل، كون هذا المقهى مكانا للمثقفين ورموز واعلام المدينة، فالكل يشعر براحة بهذه المقهى ويضم المقهى ايضاً مكتبة ومجموعة كبيرة من الصور التاريخية، وايضاً صور كبار الفنانين مثل طارق توفيق وحيدر كچر وحسن زيرك
وفرهاد زيرك.
 
نكهةٌ خاصة
اما الطالب ابراهيم زرار هو الآخر حدثنا عن تجربة ارتياده لمقهى مجكو قائلاً: إنَّ المقهى مكان مختلف وبمجرد دخولك اليه تشعر بارتياح وراحة نفسية وتشعر فيه بالهدوء، فهو مكان فولكلوري وثقافي، وانا حينما يكون لدي وقت فراغ ارتاد المقهى، وكان جدي يرتاده وانا تعلمت منه، حينما كان يصحبني معه اليه، لأن كل شيء فيه جميل وتاريخي، من المناظر واللوحات والصور الفوتوغرافية، وكذلك رواده من المختصين والعلماء في مجال أعمالهم الى جانب الادباء والمقفين والفنانين، وايضاً ما يميزه الكادر الذي يعمل فيه هم كادر على مستوى عالٍ من الاخلاق والتعامل الراقي والجميل، وايضاً من خلال زياراتي وملاحظاتي أشاهد الاخوة من بقية المحافظات العراقية يزورون المقهى، وذلك اختلافه عن باقي المقاهي من حيث التراث، وأرى على وجوههم السعادة وهم يجلسون فيه، وما يقدمه من أغانٍ عراقية قديمة وكذلك المشروبات الساخنة بمختلف أنواعها وهي في الحقيقة بمذاق ونكهة خاصة بمقهى مجكو.