بعد تدهور واقع المدارس التعليمي والخدمي دورات التقوية المجانيَّة في الاحياء الشعبية

ريبورتاج 2022/02/14
...

 اسراء السامرائي 
 تصوير: خضير العتابي
على حد قول المواطنين، فهناك مدارس تحتاج الى ادامة البنى التحتية وهناك تراجع في الواقع العام للعملية التعليمية، وذلك من خلال متابعة المستوى العلمي لأولادهم، خاصة في الأحياء الشعبية الفقيرة من منطقة الفضل وقنبر علي  والتراث والمعالف، والتي هي الأخرى بحاجة الى التفاتة جادة، لتوفير الخدمات لساكني تلك المناطق، ولم يكن ذلك غريباً على بلد ما زال الوضع الخدمي به مترديا، فالمدارس بهذه المناطق ما زالت تشهد تراجعاً خدميا واضحا الى جانب التراجع في العملية التعليمية، وغياب الدعم الحكومي بهذا الجانب. 
غياب الإدامة والتأهيل
وقال المواطن غالب سعدون في منطقة الفضل في حديث مع الـ(الصباح): إن المدارس في المنطقة تشكو واقعا مزريا من توفر ابسط الخدمات للتلاميذ، متسائلا عن عدم تأهيل المؤسسات التربوية أثناء تعطيل الدوام واعتماد التعليم الالكتروني في العامين الماضيين، خاصة أن موسم الأمطار يؤثر في الطلبة داخل الصفوف المدرسية، التي أغلب نوافذها وجدرانها قديمة وغير صالحة للاستخدام، ما يؤدي ذلك لتعرض أولادهم للأمراض، جراء البرد القارس الذي يشكون منه، الى جانب عدم وجود أجهزة التدفئة وفرش الأرضيات الذي من شأنه أن يحميهم من البرد.  
 
غير صحيَّة
ويشاطره الرأي المواطن خليل اسماعيل في حي التراث عبر الـ(الصباح): ويؤكد أن المدارس في منطقة التراث بحاجة الى إدامة دورات المياه الصحية، اذ إن أغلبها غير صالحة للاستخدام.
 
دخيل
ولفت الى أن الواقع التعليمي فيها غير جيد، حيث تدريس المادة الدراسية على عجل بسبب كثرة عدد الطلبة والتلاميذ وقلة الابنية المدرسية، واغلبها تعاني من دوام ثنائي، الى جانب صعوبة المنهاج الدراسي، الذي هو الاخر بحاجة الى دروس اضافية لفهمه، لكون اغلب المواد الدراسية لأولاده تحتاج الى دعم من المعلمين لايصال المادة لهم بطريقة التكرار والتأني والمراجعة، الا أن هذا العنصر يغيب وسط اجواء التعليم الالكتروني الذي يشكون منه اولاده، بسبب عدم فهم المنهاج الدراسي لكونه دخيلا على العملية التعليمية التقليدية.  
 
المدارس ومجالس المحافظات
وفي السياق ذاته بين المتحدث الرسمي لوزارة التربية حيدر فاروق السعدون في تصريح خص به لـ(الصباح): إن توفير أبنية مدرسية جديدة او تأهيل ما موجود هو ضمن مسؤولية مجالس المحافظات، لا سيما بعد تحويل الصلاحيات من وزارة التربية الى الحكومات المحلية بالمحافظات كافة. 
وأفاد بأن توفير دورات مياه صحية ونظيفة ومؤهلة صحياً يكون بالتعاون بين ادارات المدارس ومجالس الاباء، منوها بأن الواقع التربوي في البلد جيد وان الوزارة تعمل ضمن الامكانيات المادية المتوفرة لخلق بيئة ملائمة للطلبة. 
 
الرصد
أكد السعدون أن لجهاز الاشراف الاختصاصي والتربوي دوره في متابعة الواقع التربوي بالمدارس في عموم مناطق البلاد، حيث يعمل من خلال جولات ميدانية في جميع المديريات العامة ببغداد والمحافظات، لرصد المشكلات التي قد تواجه البيئة المدرسية عن كثب.
 
الأقساط
وتابع المواطن خليل اسماعيل أن مارافق بدء السنة الدراسية هو التدريس الخصوصي بالاقساط، خاصة في الأحياء الشعبية من المنطقة، حيث إن اغلب الاهالي غير قادرين على تسجيل أولادهم بالتدريس الخصوصي لارتفاع أسعاره، وإن أغلب الطلبة بحاجة الى التدريس الخصوصي لأكثر من مادتين وثلاثة.   
ودعا وزارة التربية الى إعادة العمل بدورات التقوية المجانية التي كانت موجودة منذ السنوات الماضية، حيث كانت دورات التقوية تمثل خلاصاً للطالب الذي أسرته لديهم دخل محدود، حيث كانت تسهم بتعليم أولاده خاصة في مرحلة الخامس والسادس الابتدائي بعد أن بدأ المنهاج الدراسي في تحديث مستمر. 
يذكر أن مشكلات الطلبة والاهالي تتفاقم على حد السواء في المدارس، خاصة في المناطق الشعبية والأطراف التي أعدها الاهالي بعيدة عن انظار المسؤولين الى جانب كثرة اعداد الطلبة في المدرسة الواحدة، ما يشكل عبئا على الطالب والتلميذ بفهم المادة العلمية والمعلم من خلال اعتماد طرائق تقليدية وغير متطورة للتدريس. 
 
متابعات ميدانيَّة
وقال مدير عام تربية بغداد الكرخ الثانية الدكتور قيس الكلابي لـ(الصباح): إن المديرية تعمل على متابعة الواقع التعليمي في منطقتي المعالف والتراث، لكون هذه المناطق تابعة جغرافيا واداريا لتربية الكرخ الثانية، للوقوف على بعض المشكلات التي تعاني منها المدارس من خلال التنسيق مع مدراء المدارس لمناقشتها عن كثب ومعالجتها بوضع الحلول الناجعة، مضيفا أعداد خطة لمعالجة النقص الحاصل في الملاكات التربوية وتأهيل الابنية المدرسية، التي بحاجة الى اعمال تأهيل لخلق بيئة تربوية جاذبة للطلبة والتلاميذ.