صداقة 

والعنصر الآخر هو إبرام عقد صداقة، طويلة الأمد مع الطبيعة النافرة، فهي بجبالها وسهولها وصواعقها وأمطارها وحرارتها المرتفعة ترعب الانسان.

 (ولايه مطموم النهر بيها / مشت بينه وخذتنا الريح / تنزفنا ثلج ونطيح / ما بين الشجر والطين ييبس بالهوى الشرجي). 

 

مصير 

وهذا الخوف من المصير المظلم، يوقظ في روح الشاعر المقاومة، في سبيل إذلالها، لأن الكائن البشري مهما كان ضعيفاً، هو أقوى من جبروتها المدمر.

(خذتنا الريح / سوده انمر على اديارك نزفها الديم / ونردلك ضوه ويه الغيم / ياخذنا المطر للريح / ويردنا المطر لليل / وابات اهناك). 

 

قدر

باعتقاد الشاعر أنه يمتلك قدره الخاص، وهذا الأمر فيه الكثير من المكابرة، فنحن ضعفاء في هذا الكون الظالم، ربما نموت في داء بسيط، او بدهسة سيارة عاجلة.

(وك تجار جانت تحكم الاوطان / وكلشي مسعر ومختوم / البشر والشعر والاحزان / وجان ارخص سعر بالقائمة

الانسان). 

مفتون 

جمعة الحلفي مفتون بكل جميل ورائع، وهذه العلاقات الانسانية النبيلة دائماً ما تنتهي بالفشل، لأن الجمال بطبيعته متمرد على القوانين والمحددات والأسرة.

(دوريت بكل صناديك الايام / كل تصاويرك بروحي / وكل مواعيدك حجي / ماخذ وياك البحر والنوم وشموع الليالي / وانه تاركلي البجي).

 

ألعاب 

 الشاعر مجنون بالألعاب الشعرية ومهووس بالأشكال، وكل قصيدة يكتبها يتم فيها تشكيل العالم القديم بطريقة جديدة، فكيف يمكن اتحاد الأرواح المتناقضة، وكيف يمكن الائتلاف بعد الاختلاف الطويل.

(اشك بجفوف اديه وما اشك بيك / واغار عليك يبيض غيرة النسوان / اشلون اجمع وافرزن هاي من هاي / وانه بحبك ولا خليت ميزان).

 

أحداث 

 قصيدة الحلفي كانت وفية للفقراء، وقدمت لنا شهادة ادانة عن الواقع اللاانساني المرير، الذي عاشته مجموعة كبيرة من البائسين، وما تعرضوا له من انتهاكات لا يمكن السكوت عليها، ومن أحداث مزرية تحولت إلى شعر وجداني محض.

(جنه زغار يا عبود / جنه زغار نفرح من يجي العيد / لجن يا عيد مر وما نزفنه دموع / مسموح الفرح مسموح يا عبود / مسموح الفرح بالغنى / لكن بالفقر ممنوع).

 

تضامن 

عثر الحلفي على مفرداته الخاصة ذات الايقاع الهادئ، والألم الطافح بالنشوة والوهم والنجوى، وهي موجودة عند العديد من الشعراء الذين يتكلمون بلغات اخرى، وهم لا يعرفون بعضهم وما ضمتهم جلسات مشتركة، وما يوحد كتاباتهم التضامن الانساني ازاء القضايا المصيرية، والتهكم ضد الباطل والنظرة الشاملة للوجود، والرهافة الذوقية النابعة من تصورات معرفية 

رصينة.

(ردتك شويه دفو لاخر ايامي / ردتك البردي جمر / ردتك اتعاوني مره / تكسر الوحشىه عليه / وتشيل وياي الحمل / كثرت الطعنات يبن الناس وكليبي 

طفل).