المربد والبصرة

ثقافة 2019/03/15
...

حسين رشيد
كما قبل واثناء وبعد كل مربد منذ دورته الاولى بعد نيسان 2003 وحتى اليوم يثير مهرجان المربد جملة انتقادات وآراء مختلفة بين الادباء والكتاب وان كانت حالة صحية لكن للاسف ذهبت بعض الاراء والانتقادات الى السب والشتم وكيل التهم ان كان للجنة التحضيرية او 
المدعين.
نعم ثمة ارتباك في التنظيم بدأ من تحديد الموعد والضغط على تغييره والاشكالية التي ولدت بين الجهات الراعية والداعمة والمنفذة ما سبب ارباكا تسبب بعدم حضور عدد من الادباء المدعيون. الارباك الاخر الذي يفترض ان يغادره المربد الشخصنة بتوجيه عدد من الدعوات لاسماء لم يسمع به في المشهد الثقافي والشعري العراقي من قبل،  والذي يفترض انه زاخر بالاسماء والتجارب الشعرية المهمة والرصينة، اما الدعوات العربية والاجنبية فهي الاخرى لم تكن بمستوى مهرجان عريق كالمربد يقام في مدنية لها الثقل الكبير في الثقافة واللغة والادب والفكر والتحديث الشعري 
والسردي.
اغلب الآراء  ذهبت الى تدني مستوى نسبة كبيرة من القصائد التي القيت في المهرجان والتي عدها البعض نتيجة طبيعية لتدني مستوى الدعوات لاسماء متواضعة لاتمتلك اي منجز ابداعي بل ان نسبة كبيرة ممن قرؤوا لم يسبق لهم  ان آصدر مجموعة شعرية، وهنا الامر يحتاج لمراجعة شاملة لاجل المحافظة على اهمية المربد وابقائه كمهرجان شعري له ثقله التاريخي متواصلا مع الحداثة الشعرية، كذلك حفاظا على جهود ومثابرة اعضاء اللجنة العليا والتحضيرية للمهرجان التي تبذل جهودا كبيرة من المؤسف ان تذهب سدى لاجل فلان وعلان ولرغبة هذا 
وذاك. 
وثمة امر اخر يؤشر الى خلل في البنية الثقافية فرغم اهمية محاور جلسات المهرجان النقدية والاسماء الادبية التي شاركت بها للاسف اقتصر الحضور على المشاركين وعدد قليل جدا من المدعين ما ان ينتهي المتحدث الاول حتى يتسربوا ويتبقى المشاركون يستمع احدهم للاخر، وهنا مؤشر على عدم جدية اغلب المدعوين الاستفادة مما يطرح في الجلسات النقدية من اراء وافكار، فضلا عن التاكسل بالمشاركة ان كان بمداخلة او تعقيب او سؤال بالتالي يفضل الكثير منهم عدم الحضور، والاكتفاء بحضور الجلسات الشعرية التي كانت نسبة الشعر فيه متدنية جدا فربما في كل جلسة هناك اربع او خمس قصائد يمكن ان تكون شعرا من مجموعة ما يقراء في كل جلسة والتي يصل فيها عدد الشعراء الى 25 
شاعرا.قريبا ستبدأ البصرة بالاستعداد لعقد ملتقى قصيدة النثر وملتقى الرواية العراقية وبعدهما سيكون الاستعداد لدورة المربد 34 لتحاول الجهات الداعمة والرعاية اعطاء مساحة عمل وحرية لاتحاد ادباء البصرة كي يعمل وينظم ويدعو دون تدخل وضغوطات، وان اخفق فحينها يكون لهم الحق بالتدخل، علما انه لو اخفق فلا يعني نهاية العالم. 
ولكي يكون المربد بالمستوى الذي  يراد له  ادبيا وثقافيا على الجهات اجمع ان تضع ستراتيجية ثابتة لهذا الامر، وألايتجاوز عدد المدعوين 100 مدعو مع تخصيص ملتقى قصيدة النثر لشعراء النثر والمربد لشعراء الموزون 
والتفعيلة.اما مدينة البصرة فهي مدينة المتناقضات بمجملها 
العام والخاص.