جموع المؤمنين تُواصل الزحف نحو الكاظميَّة المقدّسة

ريبورتاج 2022/02/23
...

  بدور العامري
يعد إحياء ذكرى وفاة الأمام الكاظم تجديدا للعهد والولاء للنبي الكريم محمد (ص) وآل بيته الأطهار. وتقول الحاجة ام حسين ( 65عاما) لم يمنعنا الطقس السيئ وعناء الطريق من مواصلة المسير صوب مدينة بغداد، وزيارة الامام الكاظم (عليه السلام) والتشرف بإحياء ذكرى استشهاده، أم حسين وهي من سكنة محافظة ديالى، تقول «اعتدت على إحياء هذه الزيارة منذ طفولتي وحتى الآن لم أنقطع عن هذه العقيدة، التي افتخر بها، اذ تربيت على محبة آل بيت رسول الله وإتباع نهجهم الشريف.
 
 وهذه الجموع المتوافدة ما هي الا ايصال رسالة وتجديد لعهد الولاية ومواثيق الحب المحمدي».
 
طبيب بغداد
للإمام الكاظم ألقابٌ وأسماءٌ عديدة، لكل واحد منها قصة ومناسبة معينة يطول شرحها، لكن أكثرها تداولا على ألسنة الناس هي باب الحوائج وطبيب بغداد، رغم الظروف الطارئة في ظل وباء كورونا، يستمر توافد ملايين الزائرين من المؤمنين من مختلف بقاع العالم وليس مدن العراق فحسب، اذ تحدث الشاب علي رضا  (38عاما) من دولة البحرين عن قصته في تحمل عناء السفر والتنقل لزيارة الغمام الكاظم (عليه السلام)، قاصدا طبيب بغداد بعد أن عجز الأطباء عن شفاء مرضه لأكثر من 6 سنوات، فنصحته والدته أن يتوجه بالدعاء ويقصد مقام (طبيب بغداد) الإمام موسى بن جعفر الكاظم  لقضاء حاجته وهي الصحة والعافية، التي دائما ماسمعنا ورأينا أشخاصا عجزوا عن كشف مرضهم، وبالتالي صعب علاجها، لكن ببركة زيارة الامام ومقامه عند ربه يزول المرض ويبطل العجب.
 
نبذةٌ تاريخيَّة
نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم، الذي ولد سنة 128 في مدينة الابواء التي تقع بين مكة والمدينة، وتوفي سنة 183هجرية. 
وسكن في المدينة بعدها تحول الى سجن السندي بن شاهين التابع للدولة العباسية في زمن الخليفة المهدي والخليفة هارون الرشيد، طبقا لمصادر وكتب (كشف الغمة) للأربلي وللنوبختي في كتابه (فرق الشيعة) وغيرها من الوثائق التاريخية المعتمدة في سيرة حياة الإمام الكاظم عليه السلام.
 
موقد الجمر
وتابع الصريفي حديثه عن سيرة حياة الإمام الكاظم، مستشهدا بإحدى الروايات التي تصف لنا حكمة الإمام وقوة الحجة لديه. انه وبحسب الرويات أن الامام الصادق أوصى لابنه الكاظم بالإمامة من بعده، بعد اجتماع وجوه الشيعة ومتكلميها على الإمام الكاظم، حيث يذكر بحسب الراوي قطب الدين الراوندي في كتابه (الخرائج والجرائح) أنه عندما ادعى الابن الأكبر للامام الصادق الإمامة بعد أبيه، عمل الكاظم على دعوة عدد من وجهاء القوم مع أخيه عبد الله، ثم قام بإشعال موقد الحطب الى أن أصبح جمرا قام وجلس عليه بردائه وأكمل حديثه مع القوم، ثم قام ونفض رداءه من دون أن يمسه أذى، ما أصاب الحاضرين بالذهول من شدة الحدث التي أوصلت رسالة مفادها بعظمة المسؤولية وكرامة الإمام، فضلا عن أحقيته في إمامة الشيعة في ذلك الوقت، فالتفت الى أخيه عبد الله وقال له إن كنت تستطيع الجلوس على موقد الجمر فلك ان تتحمل مسؤولية الإمامة، فما كان من عبد الله الا الإسراع بمغادرة المكان.
 
فضل الزيارة
أما فضل زيارة الإمام فتجمع الرويات أن من زار الكاظم كمن زار الرسول عليه الصلاة والسلام، أو كمن زار الإمام علي والإمام الحسين عليهما السلام، لأن المقام المقصود هو مرقد إمام ابن إمام وولي
ابن ولي.
 ويوضح الدكتور طالب الصريفي أن على الزائرين الكرام التحلي بصفات المؤمنين الحقة وإتباع الشروط الواجب توافرها في الزيارة، مثل الاستئذان كمن يدخل بيت شخص موجود، إضافة الى التحلي بالطهارة والنظافة الشخصية والتعامل بهما على طول الطريق، لانها من صميم الدين الإسلامي وهي الدعوة الى نظافة الفعل
والقول.