بغداد : نورا خالد
هل تسهم برامج المواهب الغنائية من خلال ما تقدمه من أغانٍ بتنمية الذائقة الموسيقية والثقافة الفنية؟، بهذا السؤال توجهت «الصباح» لبعض المختصين لمعرفة آرائهم حول هذه البرامج فأجاب الملحن الكبير محسن فرحان قائلاً «أغلب الأغاني التي تقدم خلال هذه البرامج تخضع لمزاج المدرب ولجنة التحكيم، فإذا كانت أغاني ملتزمة فهي بالتأكيد تنمي الذائقة، خاصة إن مثل هذه الأغاني لا تزال تلاقي رواجاً وإقبالاً بين الناس التواقين لكلمات هادفة وموسيقى معبرة وتأتي ثمارها عندما تكون موجهة لجيل معين، وهو الجيل الشبابي».
وأكد الملحن رحيم هاشم أن «هذه البرامج من الممكن أن تستثمر بشكل إيجابي وتقدم أغاني رصينة تدعم الفن العراقي وتستعيد هيبة الأغنية المحلية التي كانت من أفضل ما يقدم على الساحة العربية كلمات ولحناً وغناءً وبالتالي تساعد في استرجاع الذائقة الفنية والموسيقية إلى سابق عهدها عندما كانت تخضع الأغنية إلى لجان فحص الكلمة واللحن والصوت ومن يتعدى هذه الاختبارات يسمح له بالتسجيل والتصوير كي تبث أغنيته».
وأشار الباحث الموسيقي حيدر شاكر إلى أن «ذلك يتوقف على الهدف الرئيس لتلك البرامج إن كانت فعلاً ترغب في إثراء الذائقة الفنية أو إن هدفها الرئيس تحقيق المكاسب المادية من خلال مشاركة المشاهدين بالتصويت عن طريق إرسال آلاف الرسائل النصية التي تحقق ربحاً مادياً.
فكل ما يقدم من أغانٍ تراثية سواء عراقية أو عربية ما زالت حاضرة بذاكرتنا أكيد هي حالة صحية وبرغم ما يقال عن تلك البرامج الاستثمارية، إلا إنني أرى أنها تسهم بثقافة الأجيال من خلال ما تقدمه من أغانٍ تعيش في الوجدان».وبيّن الفنان نؤاس أموري أن «برامج المواهب الغنائية اكتشفت أصواتاً وجدت فرصتها للمساهمة في ارتقاء الذائقة الفنية التي نتمناها».
مستدركاً «قبل البدء في عمل أي برنامج من هذه النوعية لا بد أن يكون أساس هذه البرامج سليماً ويمتلك كل المقومات، التي تساعد في إخراج موهبة حقيقية، تسهم في تقديم أغانٍ ملتزمة ورصينة وفي هذه الحالة من الممكن القول إن مثل هذه البرامج تساعد في تطوير الذائقة الفنية بشكل عام والغنائية بشكلخاص». ويظل السؤال مطروحاً، هل تسهم برامج المسابقات الغنائية في إثراء الساحة الفنية بمطربين جدد قادرين على المنافسة وتقديم أغنية تبقى راسخة في أذهان الجمهور أو هي مجرد كسب مادي تحققه هذه البرامج؟
فغالباً ما يكون هدف هذه البرامج المعلن هو تقديم أصوات جيدة للساحة الغنائية، لكن ما يحدث عكس ذلك، فبمجرد انتهاء البرنامج يتوارى الفائز أو يتجه إلى التمثيل أو الإعلانات أو يصبح أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن نسمع له أي أغنية خاصة به.