بغداد: محمد اسماعيل
اكتشف الفنان محسن العلي وزوجته المخرجة جنان عبد الحميد، موهبة طه خليل في العام 1980، فشجعاه على التقديم الى الإذاعة والتلفزيون.. اختبره حافظ القباني، مبتدئاً العمل الميداني من دون دورات تأهيلية، على غير المعتاد.. من مذيع ربط الى قارئ نشرات، وكرم عن أول نشرة قرأها.. قال خليل لـ "الصباح" أنه جرب أنواع الإعلام كافة.. السياسية والثقافية والمنوعة، لينطلق نجماً من برنامج "مساء العاشقين" الى جانب نجوم الغناء والتمثيل وكرة القدم، والشارع يردد لازمة البرنامج "آهٍ كم أحبكِ".
علل نجومية السمع عبر المايكرفون وليس الرؤية على الشاشة بكون "الأذن تعشق قبل العين" لأنه يتآلف مع المايكرفون مصوراً الكلمة بطريقة الإلقاء المؤثرة التي يستقبلها المتلقي صورة سمعية: "يراني بأذنه".
لقاؤه الموسيقار محمد عبد الوهاب، محطة مهمة في حياته، قال له: "صوتك جميل؛ تصورتك مطرباً ولست مذيعاً.. أنت كروان".
بعد فراغ السلطة الذي اعقب 9 نيسان 2003 أطلق بث إذاعة بغداد، من غرفة صغيرة في متنزه الزوراء، مع مجموعة من زملاء إذاعين ابتداءً ببرنامج "شكو ماكو" الذي شد المستمعين إليها، في ظرف عصيب، فكان أول صوت يتفاءل: "هنا بغداد" معيداً الأمل ومسهماً بإرجاع قطاعات الشعب الى وظائفها، كي تدور عجلة الدولة المنهارة وينتصب قوامها.
عشر سنوات قضاها خبيراً ومحاضراً في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، لتطوير أساسيات المذيعات والمذيعين العرب، فخوراً بطلبته الذين يشغلون كبريات الفضائيات العراقية والعربية والعالمية الآن، واربع سنوات في اسطنبول، مدرباً في معهد ليبي للمذيعات والمذيعين.
سار طه خليل على خطين متوازيين منذ البدايات.. شاعراً ومذيعاً، إلا أنه يختزل عشرة دواوين بالقول: "أنا مشروع شاعر" لكن النقاد يرونه شاعراً ذا أدوات جمالية تخطت مشروع الهواية الى الاحتراف.. لم يعش طفولة سعيدة، ولا مراهقة وشباب؛ فنشأ يراهن على النجاح بإنتهاج الطرق الصعبة نحو أهدافه، واصلاً بعد جهد مضاعف، يشق طريقه بين أسماء كبيرة.