هل البشر عنيفون بالفطرة ومحبون للحرب؟

بانوراما 2022/03/22
...

 ديفيد ب. باراش*
 
تفسيرات مشكوك فيها 
في كتابه ما وراء الحرية والكرامة (1971)، كتب عالم النفس سكينر B. F. Skinner أنه “لا توجد نظرية تغير كنه نظرية ما. يبقى الإنسان كما كان دائما”. هذا صحيح بالتأكيد فيما يتعلق بمعرفتنا بالعالم المادي. قبل كوبرنيكوس وغاليليو وكبلر، على الرغم من أن العديد من المفكرين الجادين اعتقدوا نموذج بطليموس لمركزية الأرض في الكون، إلا أن خطأهم لم يغير الديناميكا الفلكية للنظام الشمسي، الذي كان آنذاك ولا يزال يضع الشمس مركزا للكون وليس الأرض، بغض النظر عن النظريات التي كانت لدى الناس بصدد هذا الموضوع. وبالمثل بالنسبة للجاذبية قبل نيوتن وبعده، والزمكان قبل وبعد أينشتاين، وهكذا دواليك.
بالمعنى الدقيق للكلمة، ينطبق الشيء نفسه على نظريات الطبيعة البشرية أيضا: غرائز الناس، بما في ذلك “غريزة” العنف المزعومة، التي ستبقى مهما كانت بغض النظر عن رأينا فيها. ولكن فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، تصبح العلاقة بين التوقع والواقع معقدة، بسبب خطر أن تتغذى نظريات الطبيعة البشرية مباشرةً على الناس المعرضين لتعديل سلوكهم (وإن لم يكن “طبيعتهم”) نتيجة لذلك. ولنتأمل على سبيل المثال العسكريين في البلد “س”، الذين هم مقتنعون بأن سكان البلد “ص” واقعون في قبضة نزعة حرب لا تتزعزع مدفوعة بالغريزة. ونتيجة لذلك، يرفض البلد “س” الدخول في مفاوضات جادة، مُفضّلاً تسليح نفسه. إن مراقبة تصرفات البلد”س” والاقتناع بالقدر نفسه  بأن هذا البلد يسكنه أناس لديهم ميل لا رجعة فيه للحرب، فإن قادة البلد الثاني يفعلون الشيء نفسه. ويشير كل طرف إلى الآخر على أنه يسوّغ عدوانيته، ويؤكد في الوقت نفسه افتراضه غير المعلن غالباً بأن الحرب طبيعية ولا مفر منها. وباختصار، فإن الخطر المتمثل في افتراض أن الإنسان العاقل لديه غريزة طبيعية للحرب هو أن هذا الافتراض يمكن أن يصبح نبوءة مدمرة للغاية تحقق ذاتها، ولا يُغلق السبل الممكنة لحل النزاعات سلميا فحسب، بل يجعل الحرب في الواقع أكثر احتمالاً.
ومع ذلك، فإن النظرة العلمية المزعومة لأي شيء بما في ذلك غريزة البشرية المفترضة للحرب لابد أن تقف أو لا تعتمد على عواقبها الاجتماعية والسياسية بل على رصانتها العلمية. وهنا، فإن منظور “الحرب في جيناتنا” ليس منظورا ًغير صالح علميا فحسب، بل مشكوك فيه أخلاقياً.
أشار كارل ساغان إلى أن الادعاءات غير العادية تتطلب أدلة غير عادية. وأعتقد أن من اللازم أن نوسع نطاق هذه المقولة لنقول إن الادعاءات ذات العواقب الاجتماعية المدمرة المحتملة تتطلب أيضا أدلة غير عادية. وما يجعل الأمر موضع أسف على خاص أن تيارا كبيرا من الكتابات الأكاديمية الحديثة - الكثير منها جرى منحه رخصة العلم التطوري - قد اقترح أن الإنسان العاقل عنيف بطبيعته ومحب للحرب.
ففي العام الماضي، على سبيل المثال، أجاب مقال في مجلة “ذا ناشيونال إنترست” على السؤال “لماذا الحرب؟” بعبارة “لأننا بشر”. وفي الوقت نفسه تقريبا، أكد مقال في مجلة نيو ساينتست (العالِم الجديد) أن الحرب “أدت دورا أساسيا في تطورنا”، وادعى تقرير بحثي في مجلة ساينس (العلم) أن “الموت في الحرب شائع جدا في مجتمعات الصيادين وجامعي الثمار لدرجة أنه كان ضغطا تطوريا مهما على الإنسان العاقل المبكر».
لا شيء جديد هنا ، باستثناء أن الادعاءات فاقعة على نحو أقل إلى حد ما من تلك الموجودة في الماضي القريب. على سبيل المثال، لم يخجل عالم الأنثروبولوجيا ريموند دارت، Raymond Dart, الذي اكتشف أول حفرية أوسترالوبيثيسين Australopithecine (حيوان أحفوري ذو قدمين له خصائص بشرية وشبيهة بالقردة ، موجود في رواسب البليوسين والبليستوسين السفلي (نحو 4 ملايين إلى مليون سنة) في إفريقيا-م) في العام 1924، من الاستنتاج بأن هؤلاء البشر الأوائل كانوا “قتلة مؤكدين: مخلوقات آكلة للحوم استولت على المحاجر الحية بالعنف، وضربت أناسها حتى الموت، ومزقت أجسادهم المكسورة، وقطعت أوصالهم من إرباً إربا، وأطفأت عطشها الشديد بالدم الساخن للضحايا، والتهمت بنهم اللحم الحي المتلوي”. في مؤلَّف الكاتب المسرحي روبرت أردري Robert Ardrey  الذي يقرأ على نطاق واسع ، سفر التكوين الأفريقي (1961) ، التقط الكاتب المسرحي وجهة نظر ريموند دارت عندما أعلن “نحن أبناء قابيل ... الإنسان هو كائن مفترس، غريزته الطبيعية هي القتل بسلاح. ربما تكون الأحلام قد ألهمت حبنا للحرية، لكن الحرب والأسلحة فقط هي التي جعلتها في متناولنا».
وأظن أن الأكثر تأثيرا كان بحث عالم الأنثروبولوجيا نابليون شاغنون Napoleon Chagnon ، الذي فُسِّرت دراسته التي استمرت عقودا من الزمن عن شعب يانومامو “الشرس” في غابات الأمازون المطيرة، نقول فُسِّرت على نطاق واسع على أنها تثبت أنك إذا خدشت السطح السطحي للحضارة، فسوف يتبين لك أن البشر يولدون قتلة بالفطرة.
أعرف البروفيسور شانيون، وأكن احتراما كبيرا لشجاعته الفكرية والطبيعية وتقديراً كبيرا لعلمه. وأنا مقتنع أيضا بأنه تعرَّض لإساءة معاملة جسيمة من قبل الكثير من المؤسسة الأنثروبولوجية، من خلال اتهامه بارتكاب أفعال خاطئة كان بريئا منها تماما ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن النتائج التي توصل إليها ومفادها أن أبناء يانومامو Yanomamo محاربون ومحبون للحرب تتعارض مع التفضيلات الأيديولوجية للعديد من زملائه. (وهنا تكمن حكاية مهمة، ربما تصلح لتفسير آخر: إلى أي مدى تدخل السياسة الشخصية غالباً في مسألة ما إذا كان البشر عنيفين بطبيعتهم). وعلى أية حال، وبعد جدل كبير، حظيت أبحاث شانيون بقبول واسع النطاق وربما أوسع من اللازم، أو بالأحرى، أظن أنها كانت موضع تعميم بشطط. وهكذا ، فإن العديد من علماء الأحياء وأكثر من عدد قليل من علماء الاجتماع قد قدروا استقرائيا مسارا من يانومامو Yanomamo إلى الإنسان العاقل بطريقة عامة، بحجة أن ما ينطبق على الأول هو بالتالي صحيح بالنسبة للأخير أيضا.
إن شعب يانومامو عنيف جدا في الواقع. لكن العديد من مجموعات العصر الحجري الحديث الأخرى ليست كذلك، بما في ذلك الباتيك في ماليزيا، والهادزا في تنزانيا، وماردو في أستراليا، ونصف دزينة أو أكثر من المجتمعات الأصلية في جنوب الهند، والعديد من المجتمعات الأخرى، وكل منها ليس أقل إنسانية من يانومامو، الذين تتم الهرولة لهم بانتظام “لإثبات” محبتنا المتأصلة للحرب. ولكن بطبيعة الحال، لا يوجد أساس لافتراض أن يانومامو هم بطريقة أو بأخرى أكثر دلالة على “حالة بشرية طبيعية” من غيرها.
يجري ارتكاب خطأ منطقي مماثل بانتظام عندما يتعلق الأمر باستنباط العنف البشري الفطري من السلوك الملحوظ لعدد محدود من أنواع الكائنات الرئيسيات غير البشرية. كانت قردة البابون السافانا من شرق أفريقيا من بين أوائل الرئيسيات غير البشرية التي تعيش بحرية والتي تمت دراستها، وعن طريق الصدفة فقط ، فهي أيضا من بين أكثر الرئيسيات عدوانيةً وعنفاً. وبالمثل، كشفت أبحاث جين جودال الرائدة حول الشمبانزي الذي يعيش بحرية في نهاية المطاف أن هذه الحيوانات أيضا مهيأة لعنف كبير بين المجموعات، بما في ذلك أنشطة مداهمة مماثلة من نواح كثيرة للحرب البشرية. ليس من المستغرب أن يؤدي هذا البحث إلى تعميم مفاده أن البشر قد ورثوا من البابون والشمبانزي الميل إلى العنف الموجه نحو الجماعة، ليس عنفا مناظرا للأعمال الحربية فحسب،  بل من المفترض أن يكون متماثلا معها.
بيد أن هناك عدة مشكلات رئيسية تتعلق بهذا الافتراض. بادئ ذي بدء لم يتطور البشر من قردة البابون أو الشمبانزي. لا أحد من الأنواع هو أسلاف الإنسان العاقل. بدلا من ذلك ، نحن نتشارك أسلافا مشتركين مع كليهما. علاوة على ذلك ، هناك الرئيسيات غير البشرية الأخرى ، بما في ذلك الغوريلا الجبلية وغوريلا الأراضي المنخفضة، وكذلك البونوبو (الذي كان يسمى سابقا الشمبانزي القزم) التي هي غير عنيفة على نحو ملحوظ. والبونوبوس ليست أقل ارتباطا بالبشر من الشمبانزي. إن اختيار أي من النوعين كنموذج للسلوك البشري الفطري يقول عن أيديولوجية الشخص الذي يقوم بالاختيار أكثر مما يقول عن بيولوجيا البشر.
إن دور الافتراس على الأنواع الأخرى في تشكيل النفس البشرية هو بالمثل سؤال مفتوح. (يصطاد الشمبانزي أحيانا الكائنات الرئيسية الأخرى ويقتلها؛ ولا يفعل البونوبوس ذلك). يشدد بعض علماء الأنثروبولوجيا على التأثير التكويني لـ “الرجل الصياد” بينما يذهب آخرون إلى أن “المرأة التي تجمع البذور” قدمت فعلياً في عهود ما قبل التاريخ سعرات حرارية أكثر، وبالتالي ولدت المزيد من التأثير على تطورنا المبكر. في كلتا الحالتين، من المهم التمييز بين الافتراس بين الأنواع والعدوان داخل الأنواع. على الرغم من أن النوع الأول عنيف بالتأكيد ، إلا أن الأنواع المفترسة مثل الأسود على سبيل المثال تستخدم أنماط سلوك مختلفة تماما عند الحصول على فرائسها مقارنةً بالانخراط في منافسة عنيفة مع الأسود الأخرى.
 
ميول غامضة
ما هي إذن الحالة البيولوجية للإنسان العاقل عندما يتعلق الأمر بالعنف والحرب؟ لسوء الحظ بالنسبة لأولئك الذين يحبون الإجابات البسيطة، فإن الواقع غامض، أو بالأحرى ذو وجهين، من حيث أنه يميل إلى الإشارة إلى اتجاهين متضاربين. من المؤكد أن جنسنا قادر على العنف على المستوى الفردي (على سبيل المثال ، الاعتداء والاغتصاب والقتل) وكذلك على مستوى الجماعة (الحرب).
ولكن القدرة بعيدة كل البعد عن الضرورة التي تعني استعدادا يغلي تحت السطح مباشرة، ويبحث على وجه السرعة عن فرص للانفجار. 
ومع ذلك، لا يوجد دليل مهما كان على أن البشر الذين عاشوا حياة غير عنيفة باستمرار يشعرون في نهاية المطاف بالحاجة إلى ارتكاب الأذى بأمر من جيناتهم المحبطة. وعلى المنوال نفسه، هناك أدلة وفيرة على أن الناس على مستوى المجتمعات، قادرون تماما على نبذ الحرب، لأن العديد من المجتمعات قد فعلت ذلك بالضبط.
ومع ذلك، من الواضح بالقدر نفسه أن الاصطفاء الطبيعي قد زود جنسنا بالميل إلى العنف في ظل ظروف معينة. وتشمل هذه الظروف أوضاعا  تكون فيها المنافسة على الموارد عالية: بالنسبة للغذاء وشريكة الحياة، والأراضي، على سبيل المثال ؛ وفي ظل طائفة متنوعة من الظروف الاجتماعية الأخرى - على سبيل المثال عندما تكون قضايا المنزلة الاجتماعي حادة بما فيه الكفاية. وهناك مجموعة فرعية محددة من البشر - الذكور البالغين الشباب - معرضة على وجه الخصوص لمثل هذه الضغوط. علاوة على ذلك، يجب التشديد على أنه في حين أن العنف بين الأشخاص يرتبط ارتباطا مباشرا بالتأثيرات العصبية البيولوجية البسيطة نسبيا والتي تنطوي على مناطق دماغية يمكن التعرف عليها بسهولة مثل المنظومة أو الجهاز الحوفي limbic system ، وهرمونات إرسال معينة، فإن الحرب ظاهرة مختلفة تماما، وعادةً ما تشمل سيرورات معرفية مدروسة وتخطيطا مكثفا، و(من المفارقات، ربما) تعاونا اجتماعيا كبيراً، على الأقل بين أولئك الذين على الجانب نفسه.
وعلى الرغم من وجود سبب جوهري للاعتقاد بأن الاصطفاء الطبيعي قد زود البشر مباشرة بآليات تؤدي بسهولة إلى العنف الفردي، فلا يوجد دليل على أن الحرب في حد ذاتها كانت جزءا من الميراث البيولوجي لنا كجنس بشري. بل على العكس من ذلك، ثمة أدلة وفيرة على أن الحرب هي إضافة ثقافية حديثة نسبياً إلى الذخيرة البشرية، جرت خلال السنوات العشرة آلاف الماضية أو نحو ذلك نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك اختراع الزراعة - مما أدى إلى تراكم الموارد المادية القيمة التي تصلح للسرقة والدفاع عنها، جنبا إلى جنب مع تمكين بناء تسلسلات هرمية اجتماعية مُحكَمة - بالإضافة إلى تقنيات فعالة على نحو متزايد للاتصال والتنسيق والقتل. (جرى مؤخرا عرض ومراجعة الأدلة على ظهور الحرب وتلخيصها تلخيصاً مقنعا في كتاب “الحرب والسلام والطبيعة البشرية: تقارب وجهات النظر التطورية والثقافية” (2013) ، وحرر الكتاب عالم الأنثروبولوجيا دوغلاس فراي). 
وحتى في الوقت الذي سمح فيه التطور البشري، بل وشجع في بعض الحالات على بلورة سلوكيات عنيفة، فقد عزز أيضا الأنشطة والميول الاجتماعية البناءة، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الإيثار والتعاطف والعديد من جوانب التنسيق الاجتماعي للتعلم والحرف اليدوية وصنع الأدوات وبناء المنازل ومرفقات الحيوانات، ونظم تخزين الأغذية وتربية المحاصيل، فضلا عن تدجين الحيوانات، وتنظيم التحركات اليومية وكذلك حركات هجرة الناس، وما إلى ذلك. وثمة فرضية قابلة للحياة بشكل متزايد تحدد المتطلبات المسبقة الفكرية المتقنة للنجاح في نوع اجتماعي وتعاوني للغاية مثل جنسنا البشري بما أنه مارس ضغطا كبيرا على الانتقاء مما أدى إلى تطور المستوى العالي الفريد من الذكاء البشري. وفي الوقت نفسه، مهّد ذكاء عالٍ من هذا القبيل الطريق أيضا لتطوير تقنيات حربية أكثر براعة. بعد كل شيء، يعد اختراع الأسلحة النووية  في حد ذاته انتصاراً للعقل البشري، ومظهرا ساخرا لقدرتنا على التعاون كذلك.
باختصار، عندما يتعلق الأمر بالعنف والحرب، فإن إرث التطور للإنسان العاقل يُرمز إليه على نحو أفضل بالإله الروماني ذي الوجهين يانوس الذي يمثل الشهر الأول من كل عام لأنه ينظر إلى الوراء أي إلى العام الذي انتهى للتو وكذلك إلى الأمام إلى العام الذي بدأ. وبالمثل، فإن تراثنا البيولوجي اليانوسي ذي الوجهين يمكن أن يهيئ البشر إما للعنف أو السلام، اعتمادا على الظروف. وعلى الرغم من كوني عالم أحياء تطوري، إلا أنني أيضا متفائل بما فيه الكفاية ومؤمن بقوة التوجيه الذاتي الثقافي البشري لتبني ليس الرغبة في السلام فحسب وإنما قابلية تحقيقه كذلك. ومع ذلك، فإن الشرط المسبق هو أن يحرر الناس أنفسهم من الافتراض المُستخِف والمخادع للذات، بل وغير المدعوم علميا والقائل بأن جنسنا البشري محكوم عليه بيولوجيا بالعنف
المتزايد.
ثمة حكاية يقال إنها من أصل شيروكي، تتحدث عن هذه المسألة، وعن مسؤوليتنا المشتركة. وتتحدث الحكاية عن فتاة صغيرة منزعجة من حلم متكرر يتقاتل فيه ذئبان بشراسة. عندما روت الحلم لجدها وهو أحد شيوخ القرية والمشهور بحكمته، أوضح أن هناك ذئبين داخل كل واحد منّا، أحدهما مسالم والآخر محب الحرب. وحينها صارت الفتاة أكثر انزعاجا، وسألت أيهما يفوز؟ رد جدها: “الذئب الذي تطعمينه».
*ديفيد ب. باراش( مولود في العالم 1946)  هو عالم أحياء تطوري وأستاذ علم النفس في جامعة واشنطن ، قام بتأليف تحرير40 كتاباً، وكتابه الأخير هو علم الأحياء البوذي: الحكمة الشرقية القديمة تلتقي بالعلوم الغربية الحديثة (2014 )، مطبعة جامعة أكسفورد.
 
نقلا عن المجلة الانكليزية الفلسفة الآن، وهي مجلة تصدُر من بريطانيا كل شهرين منذ العام 1991. وهذا العدد مكرس للحرب والسلام 
2014. 2014   https://philosophynow.org/issues/105/Are_Human_Beings_Naturally_Violent_And_Warlike#: