دعاياتٌ بائسةٌ على السوشيال ميديا تمحو ملامح الفنان العراقي

ريبورتاج 2022/03/23
...

 زينب الشمري
تعد مواقع التواصل الإجتماعي أكثر المواقع الإلكترونية شعبية واستخداماً في جميع أنحاء العالم، لما لها من مميزات كثيرة، ومن أهمها بناء جسور التواصل مع الآخرين عبر شبكة من العلاقات الاجتماعية، تتسم بمنظومة من القيم الإيجابية، ومع تنامي هذه المواقع أصبح التسويق بوساطتها جزءاً أساسياً من ستراتيجيات الشركات والتجار لتسهيل بيع منتجاتهم للجمهور العام.
 وليقدم المشاهير والفنانون إعلاناتٍ من أجل الدعاية لمنتجاتها، لتصبح هذه الحسابات مستهدفة من مختلف مسوقي البضائع والمنتجات، الفنان هو شخصية عامة لها حضورها ومصداقيتها لدى المتلقي، وهذا الأمر يجعل من شركات الإعلان والدعاية تسعى وراءه واستقطابه.
 
أسبابٌ ماديَّة
أصحاب المنتجات في كل أنحاء العالم يبحثون عن وجوه مشهورة لترويج البضائع لهم والممثل، والإعلامي على حد سواء يعدُّ العمل في المجال الإعلامي أحد مصادر دخله، وضح الفنان مهند الأمير بأن: «المنتجات التي تقدم للممثل تقدم على إنهاء منتجات جيدة وتستحق الإعلان عنها، الأمر الذي يدفع الفنان للقبول بالإعلان عن هذه السلعة وبعدة طرق، إضافة إلى ذلك قلة الأعمال في الدراما أو أعمال دون المستوى المطلوب أدت إلى توجه الفنان للعمل الإعلامي سواء الترويج أو الدعاية والإعلان رغبة في الربح المادي، لكن هذا لا يمنعه أن يتأكد من صحة المنتج الذي يعلن عنه لكي لا يخسر ثقة الجمهور المتابع له.
 
غش تجاري
نجد على صفحات السوشيال ميديا الكثير من الإعلانات المختصة بالحميات الغذائية والمنحفات، ونجد (س) من الفنانين أو (ص) يروج لأكثر من منتج وعلى كل المنصات الإلكترونية، واضعا نفسه (فأر تجارب) أمام المتلقي لإثبات جودة المنتج وأنها تفعل فعل السحر.
تقول كاتبة المسرح د.إيمان الكبيسي «ما يحدث اليوم في أغلب الإعلانات، لا سيما المحلية منها أن الفنان يروج للمنتج على أنه منتج أثبت نجاحه على وفق تجربة الفنان الشخصية، وبعد أيام قليلة يروج ذات الفنان لمنتج منافس ضمن الإطار نفسه، ومن ثم منتج ثالث وفي الحقيقة أنه لم يجرب ولا واحدا من تلك المنتجات.
 
أمورٌ مهنيَّة
أشار الناقد الفني د.علاء كريم إلى أن «البعض من الفنانين لم يضعوا معايير صحيحة للاختيار والتسويق في المجتمعات، إما لضعف ثقافتهم في هذا المجال، أو لجعل بعضهم الربح المادي ميزاناً له، بغض النظر عن الأخلاقيات والأمانة وجودة المنتج، مستغلين ثقة الناس فيهم».
وقد نتج عن هذا سلبيات كبيرة تضر بالفنان واسمه، وذلك لأنه روّج لمنتجات مقلدة ومغشوشة، قد تضر المجتمع، كما قام بعضهم بالترويج لمنتجات لم يتم التحقق من مصداقيتها.
 
سلعٌ رديئة
قد يحدث أحيانا بأن الفنان يجمع بين رأيه الشخصي والإعلانات المدفوعة له، فقد يقوم بعض المشاهير بالترويج لمنتجات هم أنفسهم غير مقتنعين بها من أجل تحقيق ربح مادي، فيتوهم متابعوهم أن هذا هو رأيهم الشخصي وتوصية منهم بهذه المنتجات، فيتأثرون بذلك نتيجة هذه الحيلة التسويقية.يرى الفنان مرتضى حسن أن «الفنان الذي يتمتع بشهرة كبيرة ويحظى بمقبولية ومتابعة جماهيرية أكثر الأشخاص الذين تستهدفهم شركات الإعلان، مستغلين في ذلك شهرته الشعبية لإيصال المادة الإعلانية، عمل الفنان في هذا المجال أمر طبيعي على أن يكون المنتج المعلن عنه ذات رصانة جيدة.
 
قدراتٌ ضعيفة

 

مرت السينما والدراما التلفزيونية وحتى المسرح في العراق، بمراحل أقل ما يقال عنها إنها فقيرة، ولفترة ليست بالقصيرة بل تجاوزت العقدين من الزمن، وتعددت الأسباب لهذا التراجع، ولعل من أهم هذه الأسباب هي غياب المنتج والفنان المهني بين المخرج المسرحي عماد نافع بأن: «تدخل المؤسسات غير الفنية وسلطة أصحاب القنوات، وضعف الميزانية، كل ذلك أثر بشكل كبير في الممثل وعلى المنجز الفني، من هنا صار اللجوء الى الإعلام والبرامج التلفزيونية أو الى الاعلانات، سواء كانت هذه المواد التي يتم الإعلان عنها ذات نوعية جيدة أو غير جيدة لا يهم، المهم هو الحصول على مبالغ تسد احتياجات الفنان، ولكن يبقى دور الفنان الملتزم والحقيقي هو نشر الوعي الثقافي والفني، ومحاربة كل أنواع الغش والقبح.