{أنا ياطير » غناها ثلاثون مطرباً

الصفحة الاخيرة 2019/03/18
...

بغداد / الصباح
كان الشاعر سعد صبحي السماوي، قادماً من محافظته السماوة صوب بغداد، وفي السيارة التاكسي، كان السائق، يشغل كاسيت للمطربة الراحلة حمدية صالح، وكانت تتغنى بأغنية تراثية تقول كلماتها:” ولك ياغراب ميل عن طريجي.. “.
ظلت كلمات هذه الاغنية عالقة في مخيلة السماوي، حتى وصل الى بغداد، وكان على موعد مع الفنان الشهيد صباح السهل، الذي اعدمه النظام الدكتاتوري.
وفي لحظة توهج ابداعي ولدت أغنية “ انا ياطير ضيعني نصيبي “ على غرار الاغنية التراثية، فاعجب الفنان صباح السهل بهذه الاغنية، ثم اخذها الى الملحن محمد جواد اموري ليلحنها.. وبعد أن لحنها المبدع اموري على نحو جميل، لكنه لم يعطها الى السهل، انما منحها الى المطربة رويدة عبد الجبار، التي غنتها اول الامر وعندما ظهرت في الاذاعة، بدلت المطربة اسمها من رويدة عبد الجبار الى نغم محمد، ويبدو انها كانت تعاني من ضغوط اجتماعية اجبرتها أن تغير اسمها الى آخر مستعار، ولم تتواصل مع الفن.
ثم غنى “ انا ياطير “ الفنان فؤاد سالم في الكويت، واعجب بها الجمهور الكويتي والعراقي بشكل كبير جداً واشادت بها الصحافة .. ثم غنتها المطربة أمل خضير وغناها المطرب نؤاس محمد.. حتى وصل عدد الذين غنوا هذه الاغنية على حد قول الباحث رحيم الحلي  الى ثلاثين مطرباً.
واخر من غنى هذه الاغنية النجم اللبناني عاصي الحلاني، ونالت هذه الاغنية الشهرة العربية الواسعة.
وعندما التقيت النجم العربي عاصي الحلاني في لبنان، عاتبته لانه كتب تحت الاغنية من التراث، فقلت له ملحنها محمد جواد اموري، فلماذا تكتب من التراث، وكان الملحن اموري حينها على قيد الحياة، فاعتذر واخبرني بأنه لاعلم له بملحنها. ثم اخذت تظهر الاغنية باسم ملحنها، وقد ابدى الحلاني اعجابه باموري وكان يصفه بالموسيقار العظيم.