واصلت نقابة الفنانين العراقيين عقد مؤتمرها للمرة الثانية بشأن النشيد الوطني ومازال الجدل محتدماً بين عدة اطراف بحضور نخبة من الموسيقيين العراقيين.. واشار نقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي ، خلال المؤتمر الى حل الاشكاليات في اختيار النشيد الوطني العراقي الجديد، مستعرضاً السلام الملكي في العام 1954 وصولاً للسلام الجمهوري في العام 1958 والى يومنا هذا، مؤكداً مقولة الخبير الموسيقي عبد الرزاق بأن يمثل النشيد الوطني الجميع وليس شخصاً واحداً، مستذكراً العديد من مجريات المؤتمر الاول الذي عقد قبل ايام عدة، ليختتم حديثه بالتأكيد على ان جميع المقترحات ستكون نتاج بيان نقابة الفنانين العراقيين للوقوف على حل ومعالجة وكيفية اختيار النشيد الوطني العراقي الجديد.
فيما اشار مدير الجلسة، ورئيس عضو اللجنة المركزية في نقابة الفنانين العراقيين، الملحن محمد هادي، الى ان السياسيين لابد ان يدخلوا اصحاب الاختصاص في معالجة جميع الامور التي تخص بلدنا الحبيب، لا سيما موضوعة اختيار النشيد الوطني العراقي الجديد، موضحاً الحقبات الزمنية للنشيد الوطني، الذي لحن وكتب باياد غير عراقية، مشدداً بقوله: ولاننا عراقيون لابد ان يكون النشيد الوطني شعراً ولحناً عراقيين.
مداخلات ومقترحات
ومن ابرز المداخلات والمقترحات في وضع اسس لاختيار النشيد الوطني العراقي، عاتب الموسيقار سامي نسيم خلال حديثه اتحاد الادباء والكتاب العراقيين على مقولة” لا تقررون يا نقابة الفنانين” ليرد قائلاً: اننا اصحاب رأي ونسعى للمعالجة ولسنا اصحاب قرار، موضحاً ان اتحاد الادباء اتخذ قراره بترشيح قصيدة الجواهري، اضافة الى قصيدة السياب دون فتح باب المنافسة الشعرية واستشارة الموسيقيين المختصيي بامكانية تلحينها، علماً ان هذا الموضوع يعد قضية وطن وشعب وليس اتحاداً او شخصاً، مستذكراً بقوله: سبق ان فتح باب المنافسة في الشعر والقصيدة، وقد تنافس 40 فناناً واديباً من بينهم عرب، وفاز عمل فنان من لبنان”، ليختتم حديثه علينا ان نقف بجدية في حل قضايانا ونترك التقاطعات التي لن ولم تحل شيئاً، مشيداً بالفنان نصير شمة الذي ارسل عملاً اسمه العراق وتركه للمتخصصين في
الاختيار.
فيما اوضح جمال السماوي، عضو مركزي في نقابة الفنانين، ان الخلاف بين نقابة الفنانين واتحاد الادباء العراقيين هو بسبب الكلام واللحن المسروق، اضافة الى تأكيده على استحصال الاتحاد على الموافقة بخصوص قصيدة الجواهري في العام 2012، مشيراً الى ان “ابراهيم الخياط في اتحاد الادباء من خلال الاتصال به ودعوته لحضور مؤتمر نقابة الفنانين، اشار الى عدم حضوره وذلك لعدم علاقته بالمؤتمر وان قصيدة الجواهري هي اختيار الاتحاد المتفق عليه وننتظر مؤتمر الفنانين بماذا سيخرج من نتاج في دعم القصيدة، ليختم كلامه بانه من المصوتين لقصيدة الجواهري
. اما الموسيقي د. باسم مطلب، قال: مع تقديرنا للفنان كاظم الساهر وعمله، لكننا نحن مع المنافسة في اختيار النشيد من بين مجموعة من اعمال الفنانين، وان قصيدة الجواهري اذا تم الاتفاق عليها لا مانع من ان توزع للملحنين من الفنانين الشباب واصحاب الخبرة، وباب المنافسة واللجنة المختصة هما الحكم في الاختيار.
تأجيل النشيد
من جانبه، تساءل الفنان جبار المشهداني، خلال حديثه عن انه لم ير تجمعاً من المواطنين العراقيين يقفون مطالبين بنشيد وطني امام احتياجاتهم ومعاناتهم التي مازالت لم تعالج، مستغرباً من العجلة لفرض نشيد يخص جميع العراقيين، وان القضية الاساسية هي ان الحقوق تنتزع، اي بمعنى لا تتصوروا بان يأتي سياسي يجلس بالبرلمان يطالب بخبراء ومختصين لمعالجة قضية ما، متمثلاً بقانون الجرائم المعلوماتية اذ حضرت مجموعة من ممثلي الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني للبرلمان و تم الاستماع لآرائهم. مطالباً من الفنانين اصحاب الاختصاص ان يكون لهم الدور الاساسي، مؤكداً ان العراق بلد الشعر والشعراء ومع تقديرنا واحترامنا لقصيدة الجواهري، الا انها قد لا تتناسب مع وضعنا الحالي، ومقترحاً ايصال صوتهم
للبرلمان.
وفي السياق نفسه، تحدث المايسترو علي خصاف، قائلاً: علينا ان نشكل لجنة فنية مختصة بالموسيقيين، وان تكون القصيدة المتفق عليها ضمن باب التنافس من قبل ملحنين عراقيين، وان نرفع صوتنا لاصحاب القرار في الدولة والحكومة.
الفنان جعفر الخفاف، قال: نحن العراق .. يقف امام كل بيت شاعر، وملحن، ومثقف، وعالم، فلماذا يصر البرلمان على تجاهل اصحاب الاختصاص، ويتركون الفساد وتعيين الفقراء ومعالجة الظروف السيئة التي يعانيها العراقيون، مؤكداً على اختيار نشيد عراقي شعراً ولحناً.
ظل السجال على مبدأ العتب واختيار المختصين وزجهم في شؤون البلد وخصوصاً النشيد الوطني للعراق هو محور الحديث للعديد من المختصين، لكن اوقف المستشار القانوني في الحكومة جبار الشويلي الحديث على المنصة، من خلال ايضاح موضوعة اختيار النشيد الوطني والآلية التي تم فرضها، قائلاً: اني كنت مقتنعاً بما سمعته سابقاً بالنشيد المرشح، لكنني اليوم اقتنعت بمسعاكم الوطني في الاشتغال بنشيد وطني ذي قيمة عليا للبلد، مطالباً ان يكونوا عوناً مع وزارة الثقافة العراقية في وضع معالجات واسس صحيحة لاختيار النشيد الوطني لرفعها للبرلمان والاقرار بها، فيما ساند هذا الكلام د. هاتف الركابي مستشار لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، مؤكداً سعيهم في ايصال بيان نقابة الفنانين العراقيين الى البرلمان لمعالجة هذا الخلاف والوقوف يداً بيد في صناعة النشيد الوطني
العراقي.